وجّه الادعاء الأمريكي، الأربعاء 17 يونيو/حزيران 2020، الاتهام لشرطي في مدينة أتلانتا بالقتل بعدما أطلق الرصاص الأسبوع الماضي على مواطن أسود في ساحة لانتظار السيارات أمام مطعم للوجبات السريعة فأرداه قتيلاً، في حادثة أججت الاحتجاجات التي تفاقمت منذ مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد خنقاً أثناء اعتقاله، وعمت أرجاء الولايات المتحدة لأكثر من أسبوعين.
مدى الحياة: بول هوارد مدعي منطقة فولتون كاونتي الأمريكية أكد، في مؤتمر صحفي، أن الرجل المقتول (بروكس)، وهو أب لثلاثة أبناء وعمره 27 عاماً، "لم يبدر منه إطلاقاً ما يشير إلى أنه مصدر تهديد" ولم يُبدِ سلوكاً عدائياً تجاه الشرطييْن الأبيضين خلال المواجهة التي دارت الجمعة الماضي.
أضاف أنه تم توجيه 11 تهمة جنائية للشرطي جاريت رولف الذي أطلق الرصاص على بروكس، وأُقيل من عمله في اليوم التالي، وذلك بعدما كشفت كاميرات المراقبة ما دار في الواقعة، وأن من بين الاتهامات القتل الجنائي والهجوم بسلاح قاتل ومخالفة يمين العمل.
في نهاية مؤتمره، أكد هوارد أن رولف (27 عاماً) قد يواجه السجن مدى الحياة أو الإعدام في حالة إدانته.
أما الشرطي الآخر في الحادثة، ديفين بروسنان (26 عاماً)، فقد وُجهت له الاتهامات بالاعتداء المشدد ومخالفة يمين العمل، ولكن هوارد قال إن بروسنان، الذي أحيل لعمل إداري بعد الواقعة، قدم للمحققين معلومات تدعم الاتهامات ضد رولف وأنه سيتعاون مع الادعاء.
تفاصيل جديدة: المدعي أشار خلال حديثه إلى أن رولف ركل بروكس بقدمه بعدما أطلق النار عليه، صارخاً: "لقد حصلت عليه"، في الوقت الذي كان فيه بروكس يكافح من أجل حياته، ولم تقدم له الإسعافات الأولية في الوقت المناسب، حسبما أكدت شبكة CNN الأمريكية.
وفي 13 يونيو/حزيران، شهدت أمريكا حادثة عنف جديدة، شملت إطلاق نار على مواطن أمريكي أسود أدى إلى مقتله في أثناء الاعتقال، في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، مما أجج الاحتجاجات التي كانت تعم ولايات أمريكية ضد العنصرية وعنف الشرطة إثر مقتل رجل أسود بوقت سابق.
مدير مكتب التحقيقات بولاية جورجيا، فيك رينولدز، أكد حينها أن "الشرطة استُدعيت إلى مطعم بناءً على شكوى مفادها أن رجلاً نائماً بسيارة كانت تسد طريق المرور في أثناء انتظار الزبائن بالطابور"، حسبما أفادت شبكة "بي بي إس" الإخبارية.
أكد مكتب التحقيقات أن ضابطين حاولا اقتياد ريسارد بروكس ويبلغ من العمر 27 عاماً، بعدما فشل في اختبار ميداني يكشف ما إذا كان ثملاً أو متعاطياً للمخدرات، قبل أن يتمكن من الفكاك والركض باتجاه مرآب سيارات.
قال رينولدز إن بروكس "ركض مسافة ست سيارات تقريباً عندما تحول بظهره باتجاه أحد الضباط ووجَّه إليه ما في يده، وكان يبدو مسدساً صاعقاً خاصاً بالشرطة"، وأضاف: "عند هذه النقطة، نزع الضابط المسدس من حافظته وأطلق الرصاص وضرب السيد بروكس في مرآب السيارات حيث سقط".
وجاء مقتل بروكس وسط عاصفة احتجاجات انطلقت إثر موت الأمريكي الأسود جورج فلويد في مدينة مينيابوليس في 25 مايو/أيار بعدما ضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه لما يقرب من تسع دقائق وهو جاثم على الأرض. وتم اتهام ذلك الشرطي، ديريك تشوفين، بالقتل من الدرجة الثانية، وتوجيه الاتهام لثلاثة آخرين من شرطة مينيابوليس بالمعاونة والتواطؤ.