أجرى نائب رئيس مجلس "السيادة" الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الأربعاء 17 يونيو/حزيران 2020، مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أكد خلالها على أهمية تطوير العلاقات مع أديس أبايا.
جاء ذلك في أول زيارة لـ"حمديتي" إلى إثيوبيا، بدأها الأربعاء وتستمر يومين، بحسب بيان صادر عن مجلس "السيادة".
توقيت مهم: تأتي الزيارة في توقيت هام، حيث تواجه مفاوضات سد النهضة مشاكل كبيرة بين الدول الثلاث: إثيوبيا والسودان ومصر، الذين يختلفون فيما بينهم على توقيت وآلية بدء ملء خزان السد، الذي سيُسبب مشاكل بطبيعة الحال لكل من مصر والسودان. مع تبادل اتهامات بين القاهرة وأديس أبابا بالمسؤوية عن تعثر المفاوضات.
إلى ذلك فقد ذكر البيان أن "حميدتي" أجرى فور وصوله لمطار أديس أبابا مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، بحضور وزيري الخارجية والدفاع الإثيوبيين.
من جانبه أكد "حميدتي" أهمية تطوير العلاقات بين البلدين، وتوحيد الرؤى حول الملفات الإقليمية والدولية.
أفاد البيان أن من المقرر أن يجري "حميدتي"، الخميس، جلسةَ مباحثات رسمية مع آبي أحمد، بشأن مسيرة العلاقات الثنائية وملفات إقليمية، لاسيما الخاصة بعمليات السلام في المنطقة.
تابع: "كما سيلتقي حمديتي عدداً من مسؤولي الاتحاد الإفريقي (مقره أديس أبابا)، لمناقشة ملفات السلام، وخاصة في السودان ودولة جنوب السودان.
زيارة مفاجئة: وذكرت الوكالة الإثيوبية الرسمية للأنباء، أن "حميدتي" وصل أديس أبابا "في زيارة مفاجئة"، وأنه سيجري "مباحثات مع كبار المسؤولين الإثيوبيين بشأن قضايا مهمة بين البلدين" من دون تفاصيل.
ومن المنتظر، بحسب تقارير إعلامية سودانية، أن يبحث "حميدتي" مع المسؤولين في أديس أبابا قضايا ذات اهتمام مشترك، على رأسها الحدود بين البلدين وسد "النهضة" الإثيوبي.
وانتهت في وقت متأخر الثلاثاء جولة مفاوضات حول السد بين مصر والسودان وإثيوبيا، من دون صدور بيان رسمي حول تطوراتها.
وتتواصل منذ نحو أسبوع اجتماعات ثلاثية حول السد، عبر تقنية الفيديو، لكن من دون التوصل حتى الآن إلى اتفاق، خاصة بشأن ملء وتشغيل السد، في ظل اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا.
ووقعت مصر بالأحرف الأولى، نهاية فبراير/شباط 2020، على اتفاق لملء وتشغيل السد، برعاية الولايات المتحدة ومشاركة البنك الدولي، وسط رفض إثيوبي وتحفُّظ سوداني، قبل أن تتحرك الخرطوم ويتم استئناف المفاوضات، التي توقفت في مارس/آذار الماضي.
هجوم إثيوبي: في ظل الزيارة السودانية الهامة، واصلت إثيوبيا الهجوم على مصر بسبب سد النهضة. وقال وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندارغاشيو، في تصريحات لشبكة "فانا" التلفزيونية المحلية (خاصة)، إن مصر "جاءت إلى المباحثات بموقفين: التفاوض، وفي الوقت ذاته توجيه اتهامات لإثيوبيا، وعرقلة المفاوضات".
أضاف: "مصر أيضاً جاءت وهي تسعى لتقديم شكوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". كما أشار إلى أنَّ مصر "تريد كل شيء لصالحها، دون الاستعداد لتقديم أي شيء".
ولم يتسن الحصول على تعليق من القاهرة بشأن تلك الاتهامات.
موقف مصر: غير أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أعلن في بيان، الإثنين، أن بلاده ستضطر لبحث "خيارات سياسية أخرى تكون قادرة مسؤولة"، للحيلولة دون اتخاذ إثيوبيا إجراء أحادياً بشأن سد "النهضة" يؤثر على حقوق مصر المائية.
والسبت، قالت وزارة الري المصرية، المشاركة الأساسية باسم بلادها في المفاوضات الحالية لسد النهضة، في بيان، إن إثيوبيا "تتعنَّت"، مشيرة إلى عدم تفاؤلها بتحقيق تقدم بالمباحثات.
جاء ذلك عقب انطلاق الجولة الأخيرة من اجتماعات ثلاثية بدأت قبل نحو أسبوع بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، عبر تقنية "الفيديو كونفراس"، بشأن سد النهضة، دون الوصول إلى نتائج بشأن المفاوضات الفنية المتعثرة قبل أشهر.
إلى ذلك تُخطِّط إثيوبيا لبدء ملء سد النهضة في موسم الأمطار لهذا العام، والذي يتزامن مع حلول يوليو/تموز 2020.
في حين تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليار.