“فلويد المغربي” .. مطالب بتدخل الرباط بالتحقيق في مقتل الطاهري بإسبانيا أثناء اعتقال الشرطة له

دعا نشطاء مغاربة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 14 يونيو/حزيران 2020، وزارة الخارجية المغربية إلى الضغط على السلطات الإسبانية، والتدخل لتحقيق العدالة، على خلفية مقتل الشاب المغربي إلياس الطاهري، قبل عام، في مركز احتجاز للقاصرين وأطلقت عليه وسائل إعلام إسبانية لقب "فلويد المغربي".

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/15 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/15 الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش
لقطات توثق مقتل الشاب المغربي الطاهري/مواقع التواصل الاجتماعي

دعا نشطاء مغاربة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 14 يونيو/حزيران 2020، وزارة الخارجية المغربية إلى الضغط على السلطات الإسبانية، والتدخل لتحقيق العدالة، على خلفية مقتل الشاب المغربي إلياس الطاهري، قبل عام، في مركز احتجاز للقاصرين وأطلقت عليه وسائل إعلام إسبانية لقب "فلويد المغربي".

المجتمع المدني المغربي يتابع القضية: بدورها أعلنت مؤسسة الثقافة العربية (غير حكومية) في إسبانيا، عبر بيان، تنصيب نفسها طرفاً مدنياً في القضية، بعد اطلاعها على التسجيل المصور، مضيفة أن الضحية تعرض لمعاملة "لا إنسانية قبل وفاته اختناقاً.. الأمر يتعلق بجريمة قتل عمد غذّتها الكراهية والعنصرية وليست بوفاة عرضية عنيفة، كما قضت محكمة بلدة بورشيما، في يناير/كانون الثاني الماضي".

"مؤسسة الثقافة العربية" دعت محكمة ألميريا إلى "تغيير معاييرها، وإصدار حكم نموذجي في هذه الواقعة".

فيما نددت الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان (غير حكومية)، في بيان، بما وصفته بـ"الظلم العنصري، ووحشية الشرطة الإسبانية"، التي أودت بحياة الطاهري، وهو من مدينة تطوان شمالي المغرب.

كما وقّع مئات المغاربة والإسبان، في وقت سابق، عريضة إلكترونية تطالب سلطات مدريد بإعادة التحقيق في مقتل شاب مغربي، يدعى إلياس الطاهري، قبل عام، وأطلقت عليه وسائل إعلام إسبانية، الأحد، لقب "فلويد المغربي".

وجاء إطلاق العريضة عقب نشر وسائل إعلام إسبانية، بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة "إلباييس"، تسجيلاً مصوراً يوثق عملية مقتل الطاهري، الذي لقبته بـ"فلويد المغربي".

الطاهري (18 عاماً) لقي حتفه في مركز احتجاز القاصرين في مدينة ألميريا جنوب شرقي إسبانيا، على أيدي 6 من عناصر الشرطة الإسبانية، وذلك "اختناقاً" خلال محاولة تثبيته، على طريقة مقتل الأمريكي جورج فلويد.

مطالبات بتحقيق العدالة: فيما أبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي تعاطفهم مع الشاب المغربي الطاهري، مطالبين السلطات بالتدخل لتحقيق العدالة. المستخدم المغربي عدنان كتب تغريدة على تويتر قال فيها معلقاً على مقتل الطاهري: "من يصرخ لعدالة إلياس الطاهري وسط زحمة نفاق مجتمعي؟ أليست لحياة المغربي الإفريقي نفس القيمة كحياة الأمريكي أو الأوروبي؟ أين هو صوت الدولة التي يجب أن تدافع عن كرامة رعاياها لكونهم يحملون جنسيتها أسوة بكافة أمثالها من البلدان المحافظة على كرامة مواطنيها في كل أقطاب العالم المعمور؟". 

كما كتب المستخدم عبدو متسائلاً: "ماذا عن الشاب المغربي إلياس الطاهري الذي قتله الأمن الإسباني وبرأ القضاء الإسباني المجرمين باعتبار أن الحادث عرضي، لكن جريدة إلباييس الإسبانية فضحت المستخبي بالرجوع إلى الكاميرات. هل سنرى تحركاً عالمياً مثيلاً لجرج فلويد؟". 

مقتل الطاهري: التشريح الطبي ينتهي إلى أن عملية التقييد ووضع إلياس وفمه نحو الأسفل قد تكون وراء الاختناق، ولكن دون حسم هذا الطرح، بينما قال محامي العائلة إن عملية تقييد الضحية مع الفراش هي بمثابة عملية قتل غير متعمد، لأنها تسببت في اختناقه ووفاته.

يتضمن الفيديو أيضاً عدداً من الحقائق التي تُحرج السلطات، إذ أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن الفتى الطاهري لم يبدِ أي محاولة مقاومة خلال اعتقاله، كما قالت السلطات سابقاً عندما بررت عملية اعتقاله، وذكرت أنه بسبب مقاومته لطريقة اعتقاله عبر وضعه على ظهره، أُجبر الحراس على اعتقاله ووجهه على فراش السرير. 

كانت السلطات الإسبانية قد قالت، عقب وفاة الطاهري، إنه كان يعاني من "اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع"، وفقاً لما قاله الطبيب الشرعي خوان لويس سانشيز بلانك، كما زعمت السلطات أن الفتى المغربي هدد طبيباً بالسكين.

أما المحكمة فقضت بأن وفاة الطاهري كانت حادثاً عرضياً، واعتبرت أن محاولة تثبيته لفترة طويلة كانت "ضرورية" لمنع "أعمال عنف أو إصابة النزيل نفسه". ‎

وربطت الصحف الإسبانية حادثة الطاهري بجورج فلويد الذي لقي حفته بنفس الطريقة على يد شرطي أمريكي أبيض، في مايو/أيار الماضي، حين جثا بركبته على رقبة فلويد لفترة طويلة فخنقه، مما أثار احتجاجات شعبية مستمرة في  الولايات المتحدة وخارجها، تنديداً بالعنصرية.

تحميل المزيد