قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن السلطات في بكين أغلقت مجمعات سكنية وأقالت مسؤولين بسبب تفش جديد لفيروس كورونا كوفيد-19، بعد أن أظهرت عينات مأخوذة من سوق للمأكولات البحرية آثاراً للفيروس على الأسماك واللحوم المستوردة، كما حذر مسؤولو الصحة من أن خطر تفاقم تفشي المرض "مرتفع للغاية".
السلطات أعلنت الإثنين 15 يونيو/حزيران 2020 عن 49 حالة جديدة، 36 منها مرتبطة بسوق شينفادي للمأكولات البحرية في مقاطعة فنغتاى بجنوب بكين، وقد أُغلق السوق السبت 13 يونيو/حزيران بعد اعتباره مركزاً لمجموعة جديدة من الحالات.
فيما قال المتحدث باسم حكومة بكين شو هيجيان في مؤتمر صحفي الإثنين: "خطر انتشار الوباء مرتفع للغاية، لذا يجب علينا اتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة". وقال يوم الأحد 14 يونيو/حزيران إن بكين دخلت "فترة استثنائية".
موجة ثانية من كورونا: حتى منتصف ليل الإثنين، أغلقت السلطات الصينية 10 أحياء سكنية حول سوق مأكولات بحرية آخر، وهو سوق يوكواندونغ في هايديان حيث عثر على حالة واحدة بدون أعراض مطلع الأسبوع. وقال مسؤولون الإثنين إن الحالات في يوكواندونغ مرتبطة بسوق شينفادي. وقد أُمر السكان بالتزام الحجر الصحي المنزلي والخضوع لفحص الفيروس.
فيما سجلت بكين، التي كانت الإصابات الجديدة الوحيدة بها طوال 55 يوماً لمواطنين عائدين من دول أخرى، 79 حالة إصابة في الأيام الأربعة الماضية. واُكتشفت أول حالة إصابة في التفشي الجديد يوم الخميس 11 يونيو/حزيران بعد أن تأكدت إصابة رجل يبلغ من العمر 52 عاماً لقبه تانغ بالفيروس. ويوم الجمعة 12 يونيو/حزيران، سجلت السلطات ست حالات أخرى، كلها، بما فيها حالة تانغ، مرتبطة بسوق شينفادي.
هذا وأعادت المجمعات السكنية في بكين فرض عمليات التحقق الأمني ولجأت إلى الإعلانات عبر مكبرات الصوت والمكالمات الهاتفية والزيارات المنزلية لحث جميع السكان الذين ترددوا على سوق شينفادي على الإبلاغ عن آخر زيارة لهم للسوق.
كما أمرت بكين جميع الشركات بأن تُلزم أي موظف زار سوق شينفادي أو اختلط بأولئك المترددين على السوق بالتزام الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً. وقالت السلطات يوم الأحد إنها فحصت أكثر من 70 ألف شخص، 59 منهم ثبتت إصابتهم بالفيروس.
تورط مسؤولين في الأزمة: وفي ظل الموجة الثانية للفيروس أُقيل الإثنين اثنان من مسؤولي الحزب في مقاطعة فنغتاى، حيث يوجد سوق شينفادي، وأقيل مدير السوق أيضاً، وفقاً لوسائل إعلام حكومية "لفشلهم في تنفيذ" إجراءات الوقاية اللازمة من الفيروس والسيطرة عليه.
يانغ بينغ، خبير الأوبئة في حكومة مدينة بكين، قال إن الفيروس ربما يكون قد جاء من الخارج ولكن توجد حاجة لإجراء المزيد من التحريات.
يانغ، أضاف وفقاً لوسائل إعلام حكومية: "تبين أن الفيروس جاء من أوروبا والتقييم الأولي هو أن الفيروس جاء من الخارج، ولكن طريقة دخول الفيروس إلى هذا السوق ليست واضحة"، مضيفاً أن الفيروس ربما كان على لحوم ملوثة أو انتشر من براز رواد السوق.
فيما كتب هو شايجين، رئيس تحرير صحيفة Global Times، على تويتر: "محال أن تصبح بكين ووهان الثانية. سيرى العالم قدرة الصين القوية في السيطرة على الوباء، التي تشمل القيادة الحكومية القوية، واحترام العلم، واستعداد عامة الناس للتعاون والتنسيق على الصعيد الوطني لإجراءات مكافحة الفيروس. سننتصر مرة أخرى".