بينما كان ناهبون يستولون على محلات وشركات جراء احتجاجات ضخمة طالت مدينة شيكاغو بسبب مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، التُقِطَت مقاطع فيديو لاثني عشر شرطياً من دائرة شرطة شيكاغو بعضهم نائم والآخرون يصنعون القهوة والفيشار في مكتب أحد أعضاء الكونغرس، دون الالتفات إلى حادث السرقة.
حيث استلقى الضباط على المقاعد لساعات، بينما تشتعل في الشوارع احتجاجات عنيفة سقط فيها 85 مصاباً و18 قتيلاً، في أكثر يوم دموي تشهده المدينة منذ 60 عاماً حسبما نشرت صحيفة The Times البريطانية السبت 13 يونيو/حزيران 2020.
عمدة شيكاغو: في حين وعدت لوري لايتفوت، عمدة شيكاغو الديمقراطية، وهي تهتز غضباً وتبكي، بمعاقبة رجال الشرطة هؤلاء. وانتُخِبَت لوري في عام 2019 بعدما تعهدت بإصلاح جهاز الشرطة، لكنها رفضت دعوات المحتجين "بحجب التمويل" عن الشرطة، قائلة إنَّ شيكاغو بحاجة إلى ضباط أفضل وأكثر.
فيما قالت لوري: "كانت عمليات النهب تدور بالخارج، والمباني تُحرَق، والضباط على الخطوط الأمامية يُقذَفون بالزجاجات والأنابيب، بينما هؤلاء الرجال يستلقون في مكتب عضو بالكونغرس. نائمين؟ على أريكة عضو كونغرس؟ خلال أحداث شغب؟".
إلى ذلك فقد اقتُحِم مكتب عضو الكونغرس بوبي راش في مساء ذلك اليوم، قبل وصول 13 شرطياً إليه حيث قضوا أربع إلى خمس ساعات يتناولون الوجبات الخفيفة ويحظون بقيلولة.
اتهامات للضباط: من جانبها اتهمت عمدة شيكاغو الضباط بتجاهل أحداث العنف لأن أغلبها وقع في أحياء الأمريكيين من أصول إفريقية. وقالت: "من الصعب تصور هذا الازدراء التام. عندما تقسم اليمين على الخدمة والحماية، فأنت ضابط شرطة لمدينة شيكاغو، ولست ضابط شرطة لأحياء معينة في أوقات معينة. سيؤكد سلوكهم هذا التصور بأنَّ الناس في الجانبين الجنوبي والغربي تُرِكوا للدفاع عن أنفسهم، وأنَّ الشرطة لا تهتم إذا احترقت مجتمعات أصحاب البشرة السمراء والملونة".
وعلى عكس رؤساء المدن في نيويورك ولوس أنجلوس، الذين هددوا بخفض ميزانيات الشرطة رداً على احتجاجات "حياة السود مهمة" التي اندلعت إثر وفاة جورج فلويد، قالت لوري لايتفوت، البالغة من العمر 57 عاماً، إنَّ شيكاغو بحاجة إلى مزيد من الاستثمار في السلك الشرطي.
من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أسفه لعدم الاهتمام بضواحي شيكاغو ذات الغالبية السكانية من أصول إفريقية وإسبانية.
إلى ذلك ففي عطلة نهاية الأسبوع السابقة لمقتل فلويد، أُطلِقت النيران على 49 شخصاً في شيكاغو، وأصيب 10 منهم بإصابات مميتة. وفي نهاية الأسبوع التالي لوفات فلويد، قُتِل 25 شخصاً بما في ذلك من سقطوا في اليوم الذي سجل رقماً قياسياً في عدد الضحايا.