تدخَّلت السلطات المصرية للتحقيق في واقعة تبديل جثامين ضحايا بفيروس كورونا في مستشفى للعزل في محافظة الغربية، بدِلتا مصر، شمال العاصمة القاهرة، الجمعة 12 يونيو/حزيران 2020.
وقد حدث الخطأ بعد تسليم جثمان سيدة متوفاة بفيروس كورونا إلى أبناء أسرة أخرى قد توفّي والدهم، حيث اكتشف نجل السيدة المتوفاة أن الجثمان لرجل وليس لامرأة، وفق ما نشر موقع اليوم السابع.
إجراءات الغسل: تسبَّب في ذلك الإجراءات المُتَّبعة من جانب السلطات، في محاولة تجنيب الأهالي الإصابة بفيروس كورونا حال تسلُّم جثامين أهاليهم، حيث يقومون بإجراءات طبية مشددة يُشرف عليها الأطباء، من غسل وتكفين للجثامين، ما يصعّب من اطِّلاع المواطنين على الجثث بشكل مباشر.
وقد لجأت السلطات إلى إعادة استخراج الجثة من القبر بعد دفنها، وتسليمها إلى أسرتها، ونقلها إلى مكان الدفن الأصلي لها.
يُذكر أن السيدة المتوفاة تقيم في محافظة الغربية، بدلتا مصر، وتُوفيت بسبب كورونا، وفوجئ نجلها أن الجثة ليست لوالدته، لكنها لجثمان رجل آخر متوفَّى بسبب كورونا أيضاً.
تزايُد الإصابات: يأتي الكشف عن الحادث في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة والسكان في مصر عن تسجيل 1577 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، الجمعة 12 يونيو/حزيران 2020، وذلك في أعلى حصيلة إصابات يومية تسجلها البلاد منذ تفشي الفيروس فيها، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 41303 أشخاص، وفقاً للبيانات الرسمية.
مزيد من الضحايا: الوزارة أشارت في بيان لها إلى أن البلاد سجلت أيضاً، الجمعة، 45 حالة وفاة جراء الإصابة بالفيروس، مقابل 35 وفاة سُجلت الخميس الفائت، ليرتفع إجمالي حالات الوفاة إلى 1422 حالة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد، إن "المحافظات التي سجلت أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا هي القاهرة والجيزة والقليوبية، بينما سجلت محافظات البحر الأحمر ومطروح وجنوب سيناء أقل معدلات إصابات بالفيروس".
كذلك ناشد المتحدث المواطنين "الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، واتباع إجراءات التباعد الاجتماعي، خاصة في المحافظات ذات معدلات الإصابة العالية".
يأتي هذا الارتفاع بأعداد الإصابات والوفيات بالتزامن مع إعلان الحكومة عزمها السماح باستئناف بعض رحلات الطيران الدولية، ودخول السائحين الأجانب إلى المنتجعات الأقل إصابة بفيروس كورونا، اعتباراً من أول يوليو/تموز 2020.
في هذا السياق، أشارت الحكومة إلى أن المناطق التي سيُعاد فتحها موجودة في جنوب سيناء، حيث منتجعا شرم الشيخ ودهب، ومحافظة البحر الأحمر، التي تضم الغردقة ومرسى علم، وكذلك مرسى مطروح على ساحل البحر المتوسط.
وكان رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا في مصر، حسام حسني، قد حذَّر من أن البلاد مقبلة على زيادة في أعداد الإصابات بالفيروس، وتحدَّث عن السيناريو الأسوأ، حيث من المتوقع أن تسجل البلاد يومياً نحو 2500 إصابة، خلال يونيو/حزيران الجاري.
أشار حسني إلى أن الشهر السابع سيشهد "مرحلة ثبات" في أعداد الإصابات حتى نصفه الأول، على أن يشهد النصف الثاني من الشهر بداية الانخفاض في الحالات.
صعوبات في معالجة المصابين: تضع الزيادات في ضحايا كورونا بمصر المنظومة الصحية في البلاد تحت عبء أكبر، إذ تكشف شهادات مصريين نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صعوباتٍ جمة تواجهها المستشفيات في الاستجابة لمعالجة الإصابات الحالية للمصابين بكورونا في البلاد.
في أكثر من مقطع فيديو ظهر مصريون يتحدثون عن رفض بعض المستشفيات استقبال ذويهم بعد الإصابة بالفيروس، وأدى ذلك في بعض الأحيان إلى حدوث وفيات بين المرضى.
نقابة الأطباء: فيما أعلنت نقابة الأطباء المصرية، وفاة 3 من أعضائها بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع إجمالي المتوفين إلى 58.
جاء ذلك في تصريحات لعضو مجلس النقابة إبراهيم الزيات، نشرتها صحف محلية، بينها "الوطن" و"اليوم السابع" (خاصتان).
ولم يذكر المصدر تفاصيل أخرى، لكن النقابة نعت عبر 3 بيانات منفصلة خلال الساعات الأخيرة، وفاة الأطباء فايق ديمتريوس في محافظة الأقصر (جنوب)، وصلاح عبد ربه بالعاصمة القاهرة، ورأفت القاضي في محافظة أسوان (جنوب)، متأثرين بإصابتهم بكورونا.
فيما خاطبت النقابة في بيانٍ رئيسَ الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة الصحة هالة زايد، لتشديد إجراءات حماية الطواقم الطبية.
حيث حدد البيان 7 مطالب، أبرزها توفير أعلى معايير الواقيات الشخصية وأدوات مكافحة العدوى، وتشديد التأمين الشرطي على مستشفيات العزل، وزيادة القدرة الاستيعابية للمعامل المنوط بها إجراء فحوص كورونا.
لكن لم تحدد النقابة إجمالي عدد الوفيات بين الطواقم الصحية إجمالاً، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى وفاة ما يزيد على 120، وإصابة نحو 400 في عموم البلاد.