أعادت صحيفة Elpais الإسبانية فتح قضية مقتل فتى مغربي على أيدي عناصر الشرطة داخل مركز للقاصرين، وذلك بعدما فجرت مفاجأة في الحادثة عندما نشرت مقطع فيديو صادماً يُظهر اعتقال الشاب بطريقة مشابهة لما تعرض له الأمريكي جورج فلويد، والذي توفي جراء فقدانه القدرة على التنفس بسبب جثو شرطي على رقبته لدقائق أثناء توقيفه.
معاملة قاسية: الفيديو الذي نشرته الصحيفة يوم الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، يضع الرواية السابقة للسلطات في موضع الشك، إذ إن الفتى المغربي إلياس الطاهري توفي بعد اعتقال الشرطة له في يوليو/تموز 2019، وبعدما بدأت السلطات في التحقيقات، قالت في يناير/كانون الثاني 2020، إن وفاة الطاهري حدثت بسبب "حادث عنيف عرضي".
بحسب الصحيفة فإن الطاهري كان يبلغ من العمر 18 عاماً وهو من مواليد مدينة تطوان، وقالت إنه توفي في مركز للقصر بمدينة ألمرية.
لكن خلف هذه الرواية الرسمية مشهد قاسٍ كشفه الفيديو الذي نشرته الصحيفة، والذي كان جزءاً من ملف سري خاص بالمحكمة، إذ يُظهر عدداً من عناصر الشرطة وهم يُدخلون الطاهري إلى غرفة صغيرة فيها سرير، ثم يعملون جميعاً على تثبيته بطريقة عنيفة للغاية، عبر طرحه على وجهه والجثو على جسده.
يُظهر الفيديو دخول 8 أشخاص إلى مكان اعتقال الطاهري، 4 منهم عاملوه بقسوة خلال الاعتقال وثبتوا جسده، بينما وضع أحدهم ركبته على رقبة الطاهري.
استمرت عملية الاعتقال لدقائق، حيث تقول الصحيفة الإسبانية إن الفيديو الذي نشرته مؤلف من مقطعين اثنين، مدة كل واحد منهما تقارب 6 دقائق ونصف الدقيقة، مشيرةً إلى أن عملية الاعتقال وصلت لقرابة 14 دقيقة.
وبعدما استطاع الحراس تثبيت جسد الطاهري اكتشفوا أنه لا يتسجيب لهم جراء عدم تنفسه، وحينها اتصلوا بطبيبة طالبت بفك قيوه والقيام بعملية إنعاش له، لكن حينها كان الفتى كان قد توفي.
إحراج للسلطات: ينتهي التشريح الطبي إلى أن عملية التقييد ووضع إلياس وفمه نحو الأسفل قد تكون وراء الاختناق، ولكن دون حسم هذا الطرح، بينما يقول محامي العائلة إن عملية تقييد الضحية مع الفراش هي بمثابة عملية قتل غير متعمد لأنها تسببت في اختناقه ووفاته.
يتضمن الفيديو أيضاً عدداً من الحقائق التي تُحرج السلطات، إذ أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن الفتى الطاهري لم يبدِ أي محاولة مقاومة خلال اعتقاله، كما قالت السلطات سابقاً عندما بررت عملية اعتقاله، وذكرت أنه بسبب مقاومته لطريقة اعتقاله عبر وضعه على ظهره، أُجبر الحراس على اعتقاله ووجهه على فراش السرير.
كانت السلطات الإسبانية قد قالت عقب وفاة الطاهري، إنه كان يعاني من "اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع"، وفقاً لما قاله الطبيب الشرعي خوان لويس سانشيز بلانك، كما زعمت السلطات بأن الفتى المغربي هدد طبيباً بالسكين.
غضب من الحادثة: في سياق متصل، ذكر موقع moroccoworldnews الجمعة 12 يونيو/حزيران 2020، أن عريضة تضمنت قرابة 10 آلاف توقيع طالبت بإعادة فتح قضية مقتل الفتى الطاهري، وذلك بعد الفيديو الذي نشرته الصحيفة الإسبانية.
أشار الموقع إلى أن العريضة ربطت ما بين مقتل الطاهري والعنصرية، مضيفاً أن عائلة الفتى اعتبرت ما حدث لابنها مشابهاً لما تعرض له جورج فلويد.
من جانبها، قالت جريدة بوبليكو إن "ما جرى للشاب الطاهري يحيل مباشرة إلى ما وقع لجورج فلويد في مينيابوليس الأمريكية، وهو الحادث الذي فجر أكبر موجة من الاحتجاجات في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة".
كذلك فإن عائلة الطاهري وبعد ظهور الفيديو قررت الطعن على قرار المحكمة، إذ تعتقد أن هناك العديد من المؤشرات الكافية للدلالة على أن ما حدث مع الفتى كان جريمة قتل.