عاد عدد من سكان العاصمة الليبية، طرابلس، إلى أراضيهم التي امتلأت بالألغام، والمنازل المدمرة، والممتلكات المنهوبة، بعد أن شردتهم المعارك التي نشبت بين الحكومة المُعترف بها دولياً وجيش الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، بالتزامن مع احتفال حكومة الوفاق الوطني بإنهاء هجمات حفتر التي دامت 14 شهراً للاستيلاء على العاصمة طرابلس.
وفق تقرير لصحيفة Middle East Eye البريطانية، الجمعة 12 يونيو/حزيران 2020، فقد أظهرت عديد من المقاطع المصورة المتداولة بين مُستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي دماراً هائلاً لحِق بالمناطق الواقعة جنوب طرابلس، لا سيما عين زارة، والخلة، ومنطقة مشروع الهضبة.
كابوس الألغام: تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قرابة نصف الذين فروا من ديارهم على مدار السنوات التسع الماضية، وعددهم 400 ألف نسمة، قد نزحوا منذ بدء هجوم قوات حفتر خلال العام الماضي.
ليست المنازل المدمرة جزئياً أو كلياً هي فحسب ما ينتظر النازحين عند عودتهم إلى عين زارة أو منطقة مشروع الهضبة الواقعتين جنوب طرابلس.
فحسبما أفاد السكان في حديثهم إلى موقع Middle East Eye، تسببت الألغام الأرضية والمتفجرات في إصابات خطيرة بين النازحين الذين قرروا العودة إلى ديارهم، رغم تحذيرات وزارة الداخلية التي أمرت النازحين بعدم العودة إلى منازلهم قبل تأمين تلك المناطق وإزالة الألغام.
مؤخراً، ارتفعت على مواقع التواصل الاجتماعي الأصوات المطالبة بتفكيك معسكرات الجيش التي أُقيمت في مجمعات سكنية جنوب طرابلس، فضلاً عن المقار العسكرية الرئيسية التي أُسست في جميع أنحاء المنطقة.
جنوب طرابلس وجهة شائعة لكثير من الميليشيات التي أسست على أرضه مراكز ومعسكرات تدريب على مر السنين، بسبب حجمه وموقعه على أعتاب العاصمة.
مبادرة جديدة: وقد شهدت المعسكرات التابعة للجيش مثل حمزة، واليرموك، والنقلية، ومعسكر 7 أبريل عديداً من المعارك الضارية منذ عام 2011؛ مما أدى إلى تدمير متواصل لمنازل المدنيين ونزوح جماعي للسكان.
بينما يحاول الليبيون من سكان شمال غربي البلاد شق طريقهم في خضم الفوضى التي أعقبت 14 شهراً من المعارك، أسس رياض الناكوع مجموعة على موقع فيسبوك لجمع التبرعات؛ من أجل ترميم المنازل المدمرة.
حظيت المجموعة بكثير من اهتمام وتفاعل الراغبين في المساعدة.
قال مؤسس المجموعة، إن الهدف من تلك الحملة هو جمع التبرعات النقدية، ومواد البناء، والحصول على استشارات مجانية لأسس المنازل؛ لمساعدة الناس على إصلاحها.
لكن بالنظر إلى حجم الدمار الهائل الذي لحِق بالمنازل والشوارع في أنحاء طرابلس، يبدو أن الطريق طويل أمام السكان المحليين، على الرغم من المبادرات التي أُعِدت لمساعدة الناس في عمليات إعادة البناء واستئناف حياتهم الطبيعية.
نهب وتدمير: يُرجح أن يتسبب الضرر الذي لحِق بشبكات الكهرباء بتلك المناطق، إذ سُرِقت معظم الكابلات، في تأجيل عودة السكان أو استئناف أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية.
قالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إنها تلقت عدة تقارير عن نهب وتدمير في بلدتي العصباء وترهونة الواقعتين في طرابلس، وقد استعادتهما حكومة الوفاق الوطني مؤخراً.
كما دعا السكان المحليون المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، الذي يتخذ من طرابلس مقراً له، إلى إعلان المنطقة المحيطة بالعاصمة منطقة منكوبة وبدء جهود جادة لإعادة بنائها في أقرب وقت مستطاع.