طالب زعماء الروهينغا بنغلاديش برفع حظر الإنترنت المفروض على مليون لاجئ من الروهينغا في مخيمات مدينة كوكس بازار، محذرين من أن الشائعات والذعر العام بشأن فيروس كورونا تمنع الناس من الخضوع لاختبارات الإصابة بالفيروس.
إذ أوضح تقرير صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، أن تُفاقم القيود المفروضة على الاتصالات من المعاناة التي يعيشها بالفعل لاجئو الروهينغا من ميانمار، الذين يعيشون في أكواخ ضيقة من الخيزران تكتظ الغرفة فيها بما يصل إلى ثمانية أفراد من العائلة، ويعتمدون على صنابير ومراحيض عامة. وفي بعض المناطق، يفتقرون إلى أساسيات مثل الصابون وغيره من أدوات النظافة.
مخاوف من تفشي كورونا: كانت وكالات الإغاثة في المدينة الواقعة جنوب شرق بنغلاديش، على بعد نحو 30 كيلو متراً من الحدود مع ميانمار، حذرت مراراً وتكراراً من أن الفيروس يمكن أن يتفشى تفشياً واسعاً في المخيمات التي تفتقر إلى مرافق طبية قادرة على التعامل مع وباء كهذا.
حتى 10 يونيو/حزيران، أُبلغ عن 35 حالة إيجابية الإصابة بفيروس كورونا، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وتوفيت ثلاث حالات. في المجموع، يوجد 30 حالة تخضع للحجر الصحي، ومع ذلك تنتشر مخاوف بأن هناك مزيداً من الحالات التي لم يتم اكتشافها.
إلى جانب ذلك، يتزامن تفشي المرض مع موسم الإنفلونزا، مما زاد من الارتباك بشأن الأعراض، لكن أفراداً هناك يقولون إن الناس يتجنبون الذهاب إلى العيادات لأنهم يخافون نقلهم إلى مرافق الحجر الصحي.
في الأسبوع الماضي، فر شخصان من الحجر الصحي لأنهما اعتقدا أنهما سيُرسلان إلى مراكز بعيدة عن عائلتيهما، وفقاً لتقارير.
معاناتهم تتفاقم: كان عدد كبير من اللاجئين الروهينغا لجأوا إلى مدينة كوكس بازار القريبة من الحدود في بنغلاديش في عام 2017، هرباً من ويلات الحملة العسكرية التي شنتها ميانمار على الأقلية المسلمة من سكانها، والتي قالت الأمم المتحدة بعد ذلك إنها نُفذت "بقصد الإبادة الجماعية".
لكن، وبعد ثلاث سنوات في المخيمات، وافتقار الناس إلى وسائل التعليم أو بناء سبل العيش، تفاقمت المعاناة وباتت الأوضاع أشد صعوبة. ومنذ بداية العام، حاول كثيرون الفرار من كوكس بازار عن طريق رحلات خطيرة عبر القوارب إلى ماليزيا، الواقعة على بعد 1600 كيلو متر. ليُصدموا بعد ذلك بتركهم عالقين في البحر لشهور، في ظل الإغلاق الذي فرضته الدول لمواجهة فيروس كورونا وإجراءات التشديد الصارمة على الحدود.
إشاعات ومعلومات مغلوطة: على الجانب الآخر، يقول أحد اللاجئين، الذي يعيش في المخيمات مع زوجته وعمه وابنته البالغة من العمر سنة واحدة، إن معلومات مغلوطة بشأن الفيروس انتشرت بسرعة في المخيم. وأن "هناك شائعة بأن الناس يُقتلون في الحجر الصحي" وأن "الأطباء يحقنونهم بعقاقير تسبب الوفاة"، وغيرها من الشائعات.
من جانبه، قال تون خين، رئيس "منظمة روهينغا البورمية" في المملكة المتحدة، إن الروهينغا ممتنون لبنغلاديش لاستضافتهم في كوكس بازار، لكن يجب تشغيل خدمات الإنترنت حتى يتمكن الناس من تلقي الأخبار والمعلومات الموثوقة بشأن الوباء.
أضاف أن اللاجئين "لا يمكنهم متابعة ما يحدث في العالم وعدد الوفيات. إنهم بحاجة إلى معرفة الأحداث المتعلقة بفيروس كورونا حتى يتمكنوا من التعلم من ذلك، ويعرفوا حجم خطره المحيط بالمجتمع بأكمله".
أما الحكومة البنغلاديشية، فقد صرحت من جهتها أكثر من مرة بأنها تفعل أكثر بكثير من الدول الأخرى لدعم الروهينغا، وتقول إن حظر الإنترنت مفروض لأسباب أمنية.