كشف تقرير صحيفة The New York Times الأمريكية أنه تزامناً مع بدء جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي بين المفاوضين العراقيين والأمريكيين، الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، يبرز السؤال حول كيفية الرد على عودة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" السرية، وكم المساعدة الأمريكية المطلوبة لفعل ذلك – في قلب المناقشات.
أمريكا تريد الحفاظ على تواجدها: تقرير الصحيفة الأمريكية أوضح أن إدارة ترامب، ترى الوجود الأمريكي في العراق ضرورياً لكبح عودة تنظيم "داعش" وليكون حصناً ضد النفوذ الإيراني في العراق، في الحفاظ على قوة كبيرة هناك.
من جانبه، قال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى المنطقة، في موجز يوم الجمعة 5 يونيو/حزيران: "سنواصل نشر قواتنا ما دامت الحكومة العراقية ترغب في حضور القوات الأمريكية وقوات التحالف في الدولة إلى أن تتحقق الهزيمة التامة لتنظيم داعش، وهو ما لم يتحقق بعد. هذه هي سياستنا".
بينما ذلك يغضب البرلمان العراقي: على الجانب العراقي، أصدر البرلمان العراقي، الذي يشعر بالغضب من الغارات الجوية الأمريكية في العراق التي قتلت قيادياً عسكرياً إيرانياً والعديد من الضباط العراقيين، مشروع قانون في يناير/كانون الثاني يطالب بسحب القوات الأمريكية من العراق.
طالب رجل الدين الشيعي وزعيم تيار الصدر، مقتدى الصدر، يوم الإثنين 8 يونيو/حزيران، الولايات المتحدة بالانسحاب وإنهاء "السلوك العدائي والاستعلائي تجاه العالم".
فيما لم تتخذ الحكومة العراقية أي إجراء بشأن القرار البرلماني، الذي كان غير مُلزِم، إلى جانب أنَّ الجيش العراقي يرفض مغادرة القوات الأمريكية بالكامل. وبالرغم من أنَّ العراقيين يقولون إنَّ بإمكانهم القتال على الأرض بأنفسهم، لكنهم يقولون أيضاً إنهم ما زالوا بحاجة إلى المساعدة في الاستطلاع والدعم الجوي والتدريب.
محادثات جديدة: من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال الإعلان عن الحوار الاستراتيجي بين البلدين في أبريل/نيسان، إنَّ المحادثات التي تبدأ يوم الخميس، 11 يونيو/حزيران، والتي جرت آخر جولة منها في عام 2018، ستتطرق إلى "جميع القضايا الاستراتيجية بين بلدينا"، بما في ذلك وجود القوات الأمريكية و"أفضل السبل لدعم عراق مستقل ذي سيادة".
نجحت معركة استمرت 4 سنوات شنتها مجموعة من القوات الأمريكية والأكراد وقوات مدعومة من إيران في طرد "داعش" من الأراضي؛ مما دفع الرئيس ترامب إلى إعلان النصر على التنظيم العام الماضي. وأدت الخسائر التي لحقت به في ساحة المعركة إلى تدمير قيادة التنظيم وسيطرته وخفّضت بشدة هجماته في العراق وسوريا.
عودة هجمات داعش: لكن وفقاً للبيانات التي جمعها مايكل نايتس وأليكس ألميدا من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بدأت هجمات التنظيم تعود خلال العام الماضي، وزادت زيادة مطردة منذ منتصف عام 2019.
قال نايتس: "إذا كانت الولايات المتحدة تنظر في الهجمات التي شهدناها في 2014، والخسائر البشرية الضخمة التي وقعت في المدن، فهي تبحث في المكان الخطأ، بل الحقيقة هي أنَّ عدم تكرار داعش مثل هذه الهجمات يأتي بمحض اختياره". وعن الهجمات الصغيرة التي شنها، يقول نايتس إنَّ داعش "يحاول خلق معاقل ريفية".
بينما اتفق جيمس جيفري معه قائلاً إنَّ تنظيم "داعش" لا يزال يمثل "تهديداً كبيراً وصامداً".
أضاف جيفري للصحفيين في واشنطن الأسبوع الماضي: "بالنظر إلى تاريخ داعش، وبالنظر أيضاً إلى تاريخ المنظمة الأساسية التي أنجبت داعش، والقاعدة وهجمات 11 سبتمبر/أيلول، يجب على الجميع توخِّي الحيطة والحذر وأن يبقوا متنبهين في سعيهم لشطب حركة إرهابية مثل داعش".
التنظيم يُعيد بناء نفسه: يعيد تنظيم "داعش" بناء نفسه في المناطق ذات الغالبية السنية، حيث بدأ قبل 17 عاماً في محافظات صلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك ونينوى.
في هذا السياق، يقول الشيخ شعلان الكريم، عضو سابق في البرلمان وشخصية كبيرة في القبيلة التي هاجمها داعش في قرية مكيشيفة الشهر الماضي، إنَّ الحكومة العراقية لا يمكنها محاربة داعش وحدها.
كما قال إنَّ العائلات التي لها علاقات بالتنظيم الإرهابي، والتي مُنِعَت من العودة تدفع رشاوى للعودة إلى منازلها في المنطقة. وأكد: "إن الوجود الأمريكي في العراق مهم للغاية، ليس فقط في تلك المناطق، لكن في العراق بأكمله. وبالنسبة لمحافظة صلاح الدين، نأمل في الوجود الأمريكي اليوم قبل الغد".
هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The New York Times الأمريكية.