أقر مجلس منطقة واشنطن العاصمة، الثلاثاء 9 يونيو/حزيران 2020، مجموعة من الإصلاحات الخاصة بالشرطة، وذلك بعد أيام من الاحتجاجات المناهضة لوحشية الشرطة وعنصريتها في العاصمة الأمريكية وفي أنحاء الولايات المتحدة، والتي أطلقت شرارتها وفاة الأمريكي ذي البشرة السوداء جورج فلويد بسبب طريقة احتجاز الشرطة له.
تقليل عنف الشرطة: يأتي التشريع الطارئ الذي أقره المجلس بالإجماع، بينما تعاود عدة مدن النظر في نهج الشرطة، لكن لم تصل إلى حد الدعوات التي أطلقها بعض نشطاء الحقوق المدنية بحجب التمويل عن إدارات شرطة المدينة.
يحظر التشريع استخدام أغلال الرقبة كالتي استخدمت مع فلويد، ويُلزم بالكشف عن الأسماء والصور التي التقطتها الكاميرات المثبتة في أجسام الضباط، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
يُحظر كذلك على إدارة شرطة العاصمة الأمريكية الاستعانة بأشخاص لهم تاريخ موثق من إساءة السلوك الشرطي، ويضع قيوداً على القوة غير المميتة، وعلى حيازة إدارات الشرطة للأسلحة العسكرية، وذلك ضمن تدابير أخرى.
من جانبه، قال روبرت وايت، العضو بمجلس منطقة واشنطن: "ليس هناك شك على الإطلاق فيما إذا كان علينا إصلاح الشرطة بشكل كبير. السؤال الوحيد هو ما إذا كنا وقادة شرطتنا مستعدين لذلك التحدي".
في سياق متصل، قررت ولاية نيويورك الأمريكية حظر قيام عناصر الشرطة باتباع أسلوب الضغط على أعناق المتهمين أثناء توقيفهم، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
كذلك كان رئيس بلدية مدينة هيوستن التي دُفن فيها فلويد، الثلاثاء، والتابعة لولاية تكساس، قد تعهد هو الآخر باتخاذ قرار مماثل يمنع عناصر الشرطة من الجثو على رقاب المتهمين برُكَبهم.
تحرُّك لإصلاح الشرطة: تأتي القرارات التي اتخذتها واشنطن بخصوص الشرطة، بعد يوم من كشف نواب ديمقراطيين، بقيادة مجموعة من النواب السود، عن تشريع شامل يهدف لمكافحة العنف والظلم العنصري الذي ترتكبه الشرطة.
ومن المقرر أن يتخذ مشروع القانون، المؤلف من 134 صفحة، خطوات كبيرة تشمل السماح لضحايا سوء سلوك الشرطة بمقاضاتها للحصول على تعويضات، وحظر تكبيل المعتقل مع الضغط على رقبته، وإلزام أفراد قوة إنفاذ القانون باستخدام كاميرات تثبّت بملابسهم، وفرض قيود على استخدام القوة المميتة، كما يسهل إجراء تحقيقات مستقلة مع مراكز الشرطة التي يرتكب أفرادها أنماطاً من سوء السلوك.
كارين باس، زعيمة كتلة النواب ذوي الأصول الإفريقية في الكونغرس، قالت في مؤتمر صحفي، الإثنين 8 يونيو/حزيران 2020: "بالنسبة لوظيفة يحظى صاحبها بسلطة القتل، يجب أن تكون وظيفة تستلزم أن يضطلع بها أفراد على درجة عالية من التدريب ويخضعون للمساءلة من الشعب".
أما السيناتور كمالا هاريس، التي يعتقد أنها قد تخوض انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني على منصب نائب الرئيس مع جو بايدن، فقالت: "لقد خلطنا بين تأمين المجتمعات وتعيين المزيد من أفراد الشرطة ليجوبوا الشوارع… بينما الطريقة الصحيحة في الواقع للوصول إلى مجتمعات آمنة ناجحة هي الاستثمار في تلك المجتمعات".
ويأمل الديمقراطيون في عرض مشروع القانون على مجلس النواب قبل نهاية يونيو/حزيران، لكن لم يتضح بعد إلى أي مدى سيتم قبوله في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون.
كان موت فلويد في مينيابوليس بعدما جثم شرطي برُكبته على رقبته لتسع دقائق تقريباً، في 25 مايو/أيار 2020، الأحدث في سلسلة وفيات لرجال ونساء من أصول إفريقية على يد الشرطة بالولايات المتحدة وفجّر غضباً في شوارع البلاد ودعوات جديدة للإصلاح.