أعلن جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، الأربعاء 10 يونيو/حزيران 2020، أن المفوضية ستوصي الدول الأعضاء بإعادة فتح حدودها الخارجية أمام المسافرين القادمين من خارج منطقة شنغن وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وذلك اعتباراً من 1 يوليو/تموز القادم، بعد أن عرف وباء فيروس كورونا تراجعاً في أغلب بلدان القارة العجوز.
وفق وكالة "فرانس برس"، الأربعاء، فإن إعلان وزير الخارجية الأوروبي يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه عدد من البلدان الأعضاء رغبتها في استقبال السياح، القادمين من عدد من البلدان، بالإضافة إلى تخفيف قيود الحظر، بعد أن تراجع عدد الإصابات بالفيروس، والوفيات أيضاً، كما سيتم استئناف السفر دون قيود بين البلدان الأعضاء ابتداء من 15 يونيو/حزيران الجاري.
رفع تدريجي وجزئي: يعود قرار تخفيف القيود المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى حكومة كل دولة على حدة، لكن بوريل ذكر أن بروكسل ستوصي بـ"رفع تدريجي وجزئي" للحظر.
الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بدأت تخفيف القيود المؤقتة التي فُرضت على السفر غير الضروري ضمن حدود التكتل، بينما تم تحديد 15 يونيو/حزيران موعداً لاستئناف السفر دون قيود.
كما اتفق وزراء داخلية الدول الـ27 الأعضاء، نهاية الأسبوع، على تنسيق إعادة فتح الحدود تدريجياً أمام القادمين من خارج منطقة شنغن وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
لكن المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، يلفا يوهانسون، قالت الأسبوع الماضي، إن الدول لم تتفق جميعها على معايير إعادة فتح الحدود، إذ بدت بعضها على عجلةٍ أكثر من غيرها في هذا الصدد.
على سبيل المثال، أعلنت اليونان التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، أنها ستعيد فتح أجوائها اعتباراً من 15 يونيو/حزيران، أمام قائمة من الدول تشمل بلداناً غير منضوية في الاتحاد الأوروبي، على غرار أستراليا والصين وكوريا الجنوبية.
ألمانيا أول المبادرين: قبل أسبوع، قال وزير الخارجية الألماني، إن بلاده سترفع حظر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بريطانيا وآيسلندا والنرويج وليختنشتاين وسويسرا، اعتباراً من 15 يونيو/حزيران، طالما لا يوجد حظر على دخول هذه الدول أو إجراءات عزل عام مفروضة بها على نطاق واسع.
في حديثه للصحفيين، الأربعاء، بعد اجتماع للحكومة، قال هايكو ماس إن كافة الدول المعنية انطبقت عليها هذه المعايير ماعدا النرويج التي تفرض حظراً على الدخول، وكذلك إسبانيا حيث سيقرر البرلمان ما إذا كان سيمدد حظراً للدخول.
أضاف ماس أنَّ حظر السفر ستحل محله إرشادات، وسيُطلب من الألمان عدم السفر إلى بريطانيا إلا للضرورة، حيث تفرض البلاد حجراً صحياً مدته 14 يوماً على الوافدين.
كما تابع: "إرشادات السفر ليست دعوة إلى السفر… ونريد أن نوضح أن إرشادات السفر قد لا تشجع مطلقاً على السفر إلى بريطانيا على سبيل المثال، طالما تفرض على جميع الوافدين إليها حجراً صحياً لمدة 14 يوماً".
قبل أن يضيف: "سنجعل رفع تحذير السفر معتمداً باستمرار على كيفية تطور الوضع على الأرض". وأضاف أن تحذيرات جديدة قد تصدر إذا سجلت دولة ما، أكثر من 50 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا لكل 100 ألف شخص خلال سبعة أيام.
تنسيق مشترك: في السياق نفسه، دعا زعماء ست دول في الاتحاد الأوروبي إلى بناء مخزون من الأدوية والمعدات الحيوية في الاتحاد الأوروبي، وإجراءات أخرى لتعزيز مرونة التكتل على المدى الطويل، في مواجهة أزمات الصحة العامة.
الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة وبريطانيا، سجّل نحو 1.4 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، أو ما يعادل نحو خُمس الإجمالي العالمي. وفي ذروة الأزمة، لجأت دول كثيرة في الاتحاد الأوروبي إلى تدابير حمائية، لتضع حواجز تجارية تحول دون تصدير المعدات الطبية إلى جيرانها.
وفق وكالة "رويترز"، فقد أيد زعماء الدنمارك وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبولندا مقترحات بشأن البحث المشترك وتطوير اللقاحات والعلاج، وذلك في ورقة مشتركة أُرسلت إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير ليين.
قالوا في الوثيقة إن تطوير "استراتيجية أوروبية أكثر شمولية يمكن أن يكون أكثر فاعلية من أن تحاول كل دولة عضوةٍ تعزيز الاستعداد بمفردها".
تضمنت المقترحات إنشاء مخزون من الأدوية والإمدادات والمعدات الحيوية يكفي لثلاثة أشهر، في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى التعاون بين الدول والشركات لإنتاج منتجات رئيسية في أوقات الأزمات.