كشف تقرير لشبكة CNN الأمريكية عن عزم النمسا تحويل المنزل الذي وُلد فيه أدولف هتلر إلى مركز شرطة، وذلك بعد سنوات من الجدل والخلاف القانوني حول هذا المكان المثير للجدل.
إذ أوضح تقرير للشبكة نشر الأربعاء 10 يونيو/حزيران 2020، أنه من المقرر أن يخضع هذا المبنى المكون من ثلاثة طوابق في مدينة براوناو آم إن، بالقرب من الحدود الألمانية، لعملية تجديد شاملة تأمل السلطات بأن تحُول دون أن يصبح مزاراً لأنصار النازية.
بيت هتلر يتحول إلى مركز شرطة: وُلد هتلر بشقة في هذه البناية في 20 أبريل/نيسان 1889، بينما عمل والده كمسؤول جمركي في المدينة. رحلت الأسرة عن مدينة براوناو آم إن، التي كانت حينها جزءاً من الإمبراطورية النمساوية المجرية، عندما كان هتلر في الثالثة من عمره.
أُعلن عن خطط تحويل هذا المكان إلى مركز شرطة لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما أطلقت وزارة الداخلية النمساوية مسابقة تصميم على مستوى الاتحاد الأوروبي لتجديد المنزل. وفي ذلك الوقت، قال مسؤولون في تصريحٍ لشبكة CNN إن هذه الخطوة قد تساعد في منع ما أطلقوا عليه "النشاط القومي الاشتراكي".
وفي مؤتمر صحفي عُقد أمس الثلاثاء 9 يونيو/حزيران 2020، كُشف عن المقترح الفائز لشركة Marte.Marte Architects النمساوية. تُظهر التصاميم الرقمية سقفاً ممتداً على شكل الجملون، مع استبدال الواجهة الصفراء الحالية بواجهة بيضاء، كي تتسق مع المباني المجاورة. ووفقاً لبيان صحفي صادر عن الحكومة، قال وزير الداخلية، كارل نيهامر، في المؤتمر الصحفي إن المدينة أصبحت "نقيضاً لكل شيء كان (هتلر) يمثله".
نقل عن نيهامر قوله: "يمكنك التعرف على الثقافة الديمقراطية لدولةٍ ما من خلال تعاملها مع تاريخها، وقد استغرقت النمسا وقتاً طويلاً لمواجهة تاريخها". وقال مضيفاً: "نفتتح اليوم فصلاً جديداً من التعامل مع مسؤوليتنا التاريخية".
القرار لم يكن سهلاً: كان مصير المبنى دائماً بمثابة قضية مثيرة للجدل في تلك المدينة التي يرغب الكثيرون فيها بتدمير التذكار المؤلم المتمثل في الوقت القصير الذي قضاه هتلر هناك. في عام 2012، أخبر عمدة مدينة براوناو آم إن، يوهانس وايدباخر، صحيفة Der Standard النمساوية بأن تلك المدينة "توصم بوصمة عار بالفعل". وقال وايدباخر إن الأعوام الثلاثة التي قضاها الديكتاتور النازي هناك "قطعاً لم تكن أكثر الأعوام التي شكّلت" حياته، مضيفاً: "إننا لسنا مستعدين في مدينة براونو لتحمّل المسؤولية عن (اندلاع) الحرب العالمية الثانية".
بينما مارس آخرون ضغوطاً لتحويل هذا المكان إلى مركز مجتمعي، يُطلق عليه "House of Responsibility" (بيت المسؤولية)، حيث يمكن للشباب من جميع أنحاء العالم الالتقاء ومعرفة المزيد عن الماضي.