حطَّم متظاهرون غاضبون في أمريكا النصب التذكاري لمكتشف أمريكا كريستوفر كولومبوس، في مدينة ريتشموند بولاية فرجينيا، وألقوه في بحيرة بيرد بارك، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية، الأربعاء 10 يونيو/حزيران 2020، شأنه في ذلك شأن مجموعة من النُّصب التذكارية التي ترمز لفترة العبودية في أمريكا.
إزالة تمثال مكتشِف أمريكا: حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تجمَّع المتظاهرون، الأربعاء، حول النصب التذكاري لكريستوفر كولومبوس، للوقوف تضامناً مع الشعوب الأصلية، ودَعَوا إلى إنزال التمثال، معتبرين أن كولومبوس يمثل الإبادة الجماعية.
فيما أظهر مقطع فيديو نُشر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كيف يستخدم المتظاهرون الحبال لسحب التمثال الذي يبلغ طوله 8 أقدام تقريباً، ثم ينقلونه عبر الطريق، حيث تم إشعال النار به، ثم يلقون به في بحيرة بيرد بارك.
يأتي ذلك بينما يسعى المتظاهرون والجماعات الحقوقية في أمريكا للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد السود، بما في ذلك النُّصب التذكارية والتماثيل التي ترمز لفترة الحرب الأهلية ومعاناة السود الأمريكيين من العبودية.
رموز أخرى اُزيلت: فقد تعهَّد حاكم ولاية فرجينيا رالف نورثام، الثلاثاء 9 يونيو/حزيران، بمواجهة أمر قضائي مؤقت من قاضي محكمة دائرة ريتشموند يمنع الولاية من إزالة تمثال روبرت إي لي، على الفور، الذي يبلغ ارتفاعه 60 قدماً فوق شارع النصب التذكاري.
قال نورثهام في مؤتمر صحفي "كنا نستعد لهذا لمدة عام، هذا تمثال مثير للانقسام، علينا إزالته".
أعلن نورثهام عن خطط، الأسبوع الماضي، لإزالة الشكل البرونزي للجنرال الكونفيدرالي من قاعدته من الغرانيت، وتخزينه، وسط احتجاجات في ريتشموند وفي جميع أنحاء البلاد، ضد وحشية الشرطة تجاه الأمريكيين الأفارقة.
في المقابل قال مسؤولو الدولة إنهم لم يتلقوا أي إشعار بجلسة يوم الإثنين بشأن الأمر الزجري، ولم يعرفوا عنها إلا بعد أن بدأت المكالمات ترِد من وسائل الإعلام.
صخرة مزاد العبيد: بينما أزالت مدينة فريدريكسبرغ، في ولاية فيرجينيا الأمريكية، كتلةً حجريةً ترمز إلى المكان الذي كانت تُقام فيه مزادات تجارة الرقيق للأمريكيين من أصول إفريقية، بينما تتواصل الاحتجاجات المنددة بالشرطة والعنصرية تجاه السود، بعد مقتل المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد خنقاً على يد الشرطة.
حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، نُشر الثلاثاء 9 يونيو/حزيران، أزيلت الكتلة الحجرية البالغ وزنها 362 كيلوغراماً من زاوية في وسط المدينة، في صباح الجمعة 5 يونيو/حزيران، عقب ما يقرب من عامين من المشاورات بين أعضاء مجلس المدينة، وشهور من الإجراءات القانونية التي هدَّدت بإبقاء الكتلة، وكذلك أسابيع من التأجيل نتيجة القيود المفروضة بسبب كورونا.
كما قال جون هينيسي، كبير المؤرخين في فريدريكسبيرغ ومتنزه سبوتسيلفانيا العسكري الوطني: "كانت مؤسسة الرِّق محوريةً في مجتمع ما قبل الحرب الأهلية. وانتقلت الصدمة الناتجة عن ذلك عبر الأجيال. وأصبحت الكتلة تجسيداً لآلام الحاضر والماضي في هذا المجتمع".