خرج آلاف المشيعين دون أن يعبأوا بالحر القائظ في ولاية تكساس الأمريكية، الإثنين 8 يونيو/حزيران 2020، لإلقاء نظرة الوداع على نعش جورج فلويد الذي أثارت وفاته، إثر ضغط شرطي بركبته على رقبته، احتجاجات في أنحاء العالم تنديداً بالعنصرية ودعوات إلى إصلاحات في قوات إنفاذ القانون بالولايات المتحدة.
إذ رفرفت الأعلام الأمريكية على طول الطريق إلى الكنيسة الموجودة بمدينة هيوستون التي ترعرع فيها فلويد، بينما وقفت حشود المشيعين الذين وضعوا الكمامات للحد من انتشار فيروس كورونا.
مراسم التشييع: فيما وقف صفان من المشيعين داخل الكنيسة وأحنى البعض رؤوسهم، بينما أشار آخرون بعلامة الصليب أمام نعش فلويد المفتوح. وقال مسؤولون في الكنيسة إن أكثر من 6300 شخص شاركوا في التشييع.
كما تعرّض بعض الأشخاص للإعياء بسبب الحر ونُقلوا إلى المستشفى، وفقاً لما صرح به مسؤولون في الإطفاء.
ماركوس وليامز، وهو أمريكي أسود من سكان هيوستون ويبلغ من العمر 46 عاماً، قال من أمام الكنيسة: "أنا سعيد لأنه تلقى الوداع الذي يستحقه". مضيفاً: "أريد أن ينتهي القتل على يد الشرطة. أريد منهم إصلاح الإجراءات تحقيقاً للعدالة ووقف القتل".
مراسم التشييع أجريت بعد أسبوعين من وفاة فلويد التي سجّلها أحد المارة بالفيديو بعد ضغط شرطي أبيض بركبته على رقبة فلويد لقرابة 9 دقائق بينما كان مكبلاً وأعزل على أرض شارع في مدينة مينابوليس وهو يجاهد لالتقاط النفس ويتأوه طلباً للمساعدة قبل أن يختفي صوته.
مطالبات بالعدالة: كما أحيت المظاهرات من جديد حركة "حياة السود مهمة"، ودفعت بمطالبات العدالة بين الأعراق وإصلاح الشرطة على قمة أجندة السياسية الأمريكية مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
والتقى جو بايدن، المرشح الرئاسي للديمقراطيين، بأقارب فلويد لأكثر من ساعة في هيوستون، الإثنين 8 يونيو/حزيران 2020، وفقاً لما قاله بنجامين كرامب محامي العائلة.
وقال كرامب إن بايدن الذي سينافس الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة "استمع لآلامهم وشاركهم الأسى". مضيفاً: "ترك هذا التعاطف أثراً بالغاً لدى العائلة الثكلى". ومن المقرر دفن فلويد اليوم الثلاثاء.
مقتل فلويد: حادثة فلويد أعادت للأذهان قضية إريك جارنر الأمريكي الأسود الذي فارق الحياة عام 2014 بعدما خنقه شرطي أثناء اعتقاله في مدينة نيويورك.
إذ أصبحت الكلمات الأخيرة للرجلين، وهي "لا أستطيع التنفس"، صرخة احتجاج في مظاهرات غاضبة على مستوى العالم شارك فيها الآلاف رغم المخاطر الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا.
ديريك تشوفين (44 عاماً) الشرطي الذي جثم بركبته على رقبة فلويد مثل أمام المحكمة في مينابوليس عبر الفيديو للمرة الأولى. وأمر قاضٍ برفع قيمة كفالته من مليون دولار إلى 1.25 مليون دولار. ويواجه تشوفين تهمة القتل من الدرجة الثانية.
كما أقيل تشوفين وثلاثة من أفراد الشرطة متهمين معه في القضية بعد يوم من وفاة فلويد.