أصبحت أساليب الشرطة في تثبيت المشتبه بهم بعد توقيفهم، توضع تحت المجهر، ليس فقط بأمريكا بل في العالم أجمع، بسبب تعريض الموقوفين للخطر، فبعد ثلاثة أيام من مقتل جورج فلويد حين تسبَّبَ ضابط شرطة بمدينة مينيابوليس الأمريكية في خنقه، ظَهَرَ رجلٌ آخر من أصلٍ إفريقي على مدرجٍ في أحد شوارع باريس، بينما يضغط ضابطٌ بركبته على عنقه في أثناء القبض عليه.
وفق تقرير لوكالة "Associated Press، الخميس 4 يونيو/حزيران 2020، فإن أساليب تثبيث المُشتَبَه بهم، حيث يضغط الضباط بركبهم على المُشتبَهين المُحتملين، يتم استخدامها من قِبَلِ الشرطة حول العالم، ولطالما تعرَّضَت لكثير من الانتقادات. وأحد أسباب ما أشعله مقتل فلويد من غضبٍ، وما جَعَل من هذه القضية قضيةً حسَّاسة، حول العالم، هو أن هذه الأساليب هي السبب في اختناق وموت كثير من ضحايا الشرطة خارج الحدود الأمريكية، وغالباً ما يكون الضحايا مُشتبَهاً بهم من غير البيض.
حادث مماثل: كان الاعتقال الذي تعرَّضَ له شخصٌ أسود بباريس، في 28 مايو/أيار، حين خضع للتثبيت البدني ووجهه لأعلى بينما يضغط الضابط بركبته على فكه ورقبته وصدره، من بين تلك الوقائع التي أثارت مقارناتٍ غاضبة بمقتل فلويد في مينيابوليس، في 25 مايو/أيار.
إذ تم التقاط مشاهد للاعتقال الذي جرى بباريس في مقطع فيديو بواسطة المارة، وانتشر وتم تشارُكه على نطاقٍ واسع على الإنترنت.
الشرطة قالت إن الرجل كان يقود سيارةً تحت تأثير المخدرات والكحول دون رخصة، وإنه قاوَمَ الاعتقال وأهان الضباط. وحُوِّلَت قضيته إلى المُدَّعي العام.
في هونغ كونغ، حيث يُعَدُّ سلوك الشرطة قضيةً ساخنةً بعد أشهرٍ من الاحتجاجات المُناهِضة للحكومة، تقول قوة المدينة إنها تُحقِّق في مقتل رجلٍ قد ثُبِّتَ بدنياً ووجهه لأعلى خلال اعتقاله في مايو/أيار الماضي، بواسطة الضباط الذين صُوِّروا وهما يضغطون بركبهم على كتفه وظهره وعنقه.
محاولة لمنع هذه الأساليب: المُشرِّع الفرنسي فرانسوا روفين، الذي كان يدفع باتجاه فرض حظرٍ على استخدام الشرطة أسلوب إجبار المُشتبَه به على الانبطاح ووجهه إلى الأرض، ذلك الأسلوب الذي نتجت عنه كثير من الوفيات في فرنسا، قال: "لا يمكننا القول إن الوضع الأمريكي غريبٌ علينا". أما الجهود البرلمانية لحظر هذا الأسلوب، فقد أُوقِفَت مؤقتاً، بسبب جائحة فيروس كورونا المُستجَد.
هذا، وتتنوَّع القواعد والإجراءات الشرطية بشأن التثبيت البدني والتقييد، على المستوى الدولي.
ففي بلجيكا، يقول المُدرِّب الشرطي ستاني دوريو، إنه يوبِّخ المُتدرِّبين ويبخس بنقاطهم "في كلِّ مرةٍ يرى فيها ركبةً تلامس العمود الفقري".
يقول دوريو بهذا الخصوص: "من المحظور أيضاً تماماً الانثناء على جسد المُشتبَه به، إذ من الممكن أن يؤدي هذا الأسلوب إلى تحطيم قفصه الصدري وخنقه".
بينما يدين رجال الشرطة والخبراء هذا الأسلوب في الولايات المتحدة، اجتذب مقتل فلويد كثيراً من النقد من ضباطٍ خارج الولايات المتحدة تبرَّأوا من سلوك الضابط ديريك شوفين في مينيابوليس.
يشار إلى أن الضابط المذكور اتُّهم بجريمة قتلٍ من الدرجة الثالثة بعدما صُوِّرَ وهو يضغط بركبته على عنق فلويد حتى توقَّفَ الأخير عن الصياح بأنه لا يستطيع التنفُّس، وفي النهاية توقَّفَ عن الحركة.