كشفت وسائل إعلام أمريكية أن الولايات المتحدة تحقق في علاقات مشبوهة بين اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وفنزويلا، متورط فيها وسطاء إماراتيون، وأوضحت أن شركة شحن بَحرية مقرها دبي، يشتبه في أنها تساعد حفتر لتسويق النفط بالبحر المتوسط.
زيارة حفتر لفنزويلا: فقد ذكرت صحيفة The Wall Street Journal، الأربعاء 3 يونيو/حزيران 2020، أن الولايات المتحدة والقوى الأخرى تحقق في مزاعم تفيد بأن اللواء المتقاعد خليفة حفتر يجمع أموالاً عن طريق صفقات النفط، وضمن ذلك صفقات عقدها مع وسطاء إماراتيين وفنزويليين، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وليبيين.
إذ تحقق الأمم المتحدة والمسؤولون الليبيون حول شركة شحن مستأجرة ومقرها بدبي، يشتبه في أنها تساعد حفتر لتسويق النفط بالبحر الأبيض المتوسط، وفقاً للمسؤولين.
كما بدأت الولايات المتحدة التدقيق في رحلة مزعومة خاضها حفتر إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، في إطار ما قال عنه المسؤولون جهوداً للتوسط في صفقات وقود ونفط. تجد فنزويلا، التي تستهدفها الولايات المتحدة بحملة عقوبات على الاقتصاد، صعوبةً من أجل بيع نفطها واستيراد الجازولين والمنتجات النفطية الأخرى اللازمة لتزويد البلاد بالوقود.
وقف مبيعات النفط: حسب ما ذكره تقرير الصحيفة الأمريكية، تأتي هذه التحقيقات، في إطار حملة دولية أوسع تستهدف إيقاف مبيعات النفط الخاصة بحفتر، الذي يأمل أن تتحول إلى مصدر تمويل رئيسي لهجومه الممتد منذ 14 شهراً، على العاصمة الليبية طرابلس. ولم يردّ الجيش الوطني الليبي، الفصيل الذي يقوده حفتر، على طلب للتعليق.
يسيطر اللواء المتمرد على أغلب مناطق شرق ليبيا، وضمن ذلك محطات تصدير النفط الأساسية، بعد شن حملة للسيطرة على البلاد قبل ستة أعوام. وقد عانى حفتر من هزائم عسكرية خطيرة في الأسابيع الأخيرة، بعد أن عمّقت تركيا من دعمها لحكومة طرابلس، من خلال إرسال مقاتلين وأسلحة، وضمن ذلك معدات دفاع جوي.
تراجع نفوذ حفتر: تتزامن التحقيقات مع توالي الخسائر العسكرية والسياسية لحفتر أمام تقدُّم قوات الوفاق المعترف بها دولياً، فعسكرياً خسر أغلب المناطق التي سيطر عليها في بداية عدوانه، كما أنه خسر كثيراً من الأسلحة والعتاد، وفي قاعدة الوطية التي سيطرت عليها حكومة الوفاق مؤخراً، تشير المعلومات من المقاتلين في القاعدة إلى سيطرة قوات الوفاق على عدد كبير من المنظومات والذخائر والأسلحة المتطورة.
هذا سيضغط على حفتر وداعميه لتوفير الموارد المالية والبشرية للاستمرار في المعركة أو التراجع نحو الشرق للدفاع على آخر معاقل حفتر.
سياسياً خسر حفتر كثيراً من الحلفاء من القبائل الليبية في الغرب الليبي، فقد سقطت صورة القائد الذي لا يُهزم وظهر لكثير من شيوخ القبائل أن التحالف مع حفتر محفوف بكثير من المخاطر وقد تكون عاقبته خطيرة على أهل تلك المناطق وعلى صورة الزعامات القبلية الموالية لحفتر في الغرب الليبي.
أما دولياً فإنه كما تبين من موقف حلف الناتو وموقف الولايات المتحدة الأمريكية والتصريحات المتوالية من الأمين العام لحلف الناتو حول جرائم حفتر في طرابلس، قد يظهر بوضوحٍ أن حفتر في أحسن الأحوال قد تُرك لمصيره، حتى روسيا، يشير تقرير صحيفة المونيتور في 13 مايو/أيار 2020، إلى تراجع ملحوظ في دعم حفتر من قِبل الكرملين.