تحدى المحتجين وذهب لكنيسة ليرفع فيها الإنجيل! فيديو لترامب يخرج من البيت الأبيض أثناء الاحتجاجات

تحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحتجين الذين يتظاهرون غضباً من مقتل الأمريكي ذي البشرة السوداء جورج فلويد، بسبب طريقة اعتقاله، وخرج سيراً على الأقدام إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض، حيث كانت تندلع احتجاجات في محيطه، وأطلق تهديدات للمتظاهرين بنشر الجيش لإنهاء ما وصفها بحالة العنف في البلاد.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/02 الساعة 05:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/02 الساعة 07:55 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يتجول خارج البيت الأبيض أثناء اندلاع احتجاجات - رويترز

تحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحتجين الذين يتظاهرون غضباً من مقتل الأمريكي ذي البشرة السوداء جورج فلويد، بسبب طريقة اعتقاله، وخرج سيراً على الأقدام إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض، حيث كانت تندلع احتجاجات في محيطه، وأطلق تهديدات للمتظاهرين بنشر الجيش لإنهاء ما وصفها بحالة العنف في البلاد.

رسالة ترامب للمحتجين: ترامب، وعقب انتهاء كلمته التي وجهها للأمريكيين الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020 من داخل البيت الأبيض، توجه سيراً من مقر إقامته إلى كنيسة ساينت جون، الصرح الديني المجاور لمقرّ الرئاسة، والذي طالته ليل الأحد الفائت أعمال تخريب خلال تظاهرة للاحتجاج على العنصرية وعنف الشرطة.

وقف ترامب أمام المعلم المعماري الأصفر اللون رافعاً بيمناه الإنجيل، وقال "لدينا بلد عظيم"، مضيفاً: "هذا أعظم بلد في العالم وسوف نضمن أمنه"، قبل أن ينضم إليه في الوقوف أمام الكنيسة التي غطت ألواح من الخشب بوابتها ونوافذها، بعض من الشخصيات بينهم وزير العدل بيل بار والمتحدّثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني.

كانت قوات الأمن قد استبقت وصول الرئيس إلى المكان، وفرقت بالقوة، ولا سيما بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع، متظاهرين كانوا محتشدين أمام الكنيسة وفي ساحة لافاييت التي تفصل بينها وبين البيت الأبيض.

يُطلق أيضاً على الكنيسة التي زارها ترامب اسم "كنيسة الرؤساء"، وكان ترامب قد قال بعد أن أدلى بخطاب إنّه سيتوجّه إلى مكان "مميّز جداً جداً"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

في هذه الأثناء كانت الشرطة الأمريكية تتصادم مع محتجين يتظاهرون في محيط البيت الأبيض وحيثما كان ترامب ومسؤولون في إدارته يتجولون في الشارع. 

خطاب ترامب: وفي خطابه المقتضب إلى الأمة أعلن ترامب نشر "آلاف الجنود المدجّجين بالأسلحة" وعناصر من الشرطة في واشنطن، واصفاً ما شهدته العاصمة الفيدرالية الأحد 31 مايو/أيار 2020 من أعمال شغب وتخريب ونهب بأنه "وصمة عار".

أشار الرئيس إلى أنه سيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء العنف في العاصمة،  وتعهد بفعل الشيء نفسه في مدن أخرى إذا لم يستطع رؤساء البلدية والحكام استعادة السيطرة على الشوارع.

وأضاف في تصريحاته أنه "يتعين على رؤساء البلدية والحكام فرض وجود كبير لقوات إنفاذ القانون إلى أن يتم إخماد العنف (…) وإذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ التحركات الضرورية للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم فسأقوم بنشر الجيش الأمريكي وحل المشكلة سريعاً".

تعهد ترامب أيضاً بأنه "سيرسل المزيد والمزيد من الجنود المدججين بالأسلحة، وقوات عسكرية ورجال إنفاذ القانون لوقف العنف والشغب والتخريب"، كما وجه ترامب رسالة إلى من وصفهم بـ"منظمي الأعمال الإرهابية بأنهم سيواجهون عقوبات جنائية".

في هذه الأثناء أظهر بث تلفزيوني مباشر أن محتجين تراجعوا بعد تعامل أفراد الشرطة معهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع قرب البيت الأبيض أثناء الكلمة التي كان يلقيها ترامب في الداخل، وفقاً لوكالة رويترز.

من جانبه، ندد المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن بموقف ترامب، وقال إن "الرئيس يستخدم الجيش الأمريكي ضدّ الأمريكيين، ويستخدم الغاز المسيّل للدموع ضدّ متظاهرين سلميين، وكل هذا لمجرّد الترويج لنفسه".

أضاف بايدن في تغريدة على تويتر: "من أجل أولادنا ومن أجل روح بلادنا علينا أن نهزمه. ولكنّي أعني هذا عندما أقوله: لا يمكننا أن نفعل ذلك إلا معاً".

جاءت تهديدات ترامب بعد ساعات من صدور تقرير رسمي يقول إن تشريح جثة فلويد البالغ من العمر 46 عاماً يبيّن أن الوفاة جريمة قتل، وأنه فارق الحياة نتيجة توقف عضلة القلب أثناء عملية الاعتقال والضغط على العنق أثناء تقييده.

كما أن خطاب ترامب جاء بعد فرض حظر تجول في عدد من المدن الأمريكية في محاولة من السلطات لاحتواء الاحتجاجات، لكن متظاهرين لم يلتزموا تماماً بالقرار وواصلوا احتجاجاتهم وهو ما أدى إلى اعتقال عدد منهم من قبل الشرطة. 

عنف الشرطة: كان مقطع الفيديو الذي صَوَّر طريقة اعتقال فلويد يوم الإثنين 25 مايو/أيار 2020، قد أثار صدمة في أمريكا وكان الشرارة لاشتعال ولايات أمريكية بالاحتجاجات، وظهر فيه الشرطي ديريك شوفين وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه.

إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: "لا أستطيع التنفس"، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته. 

يواجه شوفين، الذي تم اعتقاله، تهمة قتل من الدرجة الثالثة، بينما تقول عائلة فلويد إن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات قاسية بحقِّ الشرطي. 

تحميل المزيد