رغم استمرار الاحتجاجات في كافة أنحاء البلاد، لم يستقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مساعديه، بعد، على الخطوات التالية التي يتوجب على البيت الأبيض اتخاذها لتخفيف التوترات بعد وفاة رجل أمريكي من أصل إفريقي اعتقله ضابط شرطة أبيض.
حيث دأب رئيس موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، على حث الرئيس على إلقاء خطاب رسمي للشعب، لتأكيد دعمه للقانون والنظام وضباط الشرطة، وهو نهج مألوف للحزب الجمهوري، غالباً ما يؤتي أُكله مع مؤيديه، وفق تقرير نشرته مجلة Politico الأمريكية، الأحد 31 مايو/أيار 2020.
معارضة لإلقاء خطاب: إلا أن كبير مستشاري ترامب وصهره، غاريد كوشنر، إلى جانب عديد من كبار المساعدين الآخرين، عارضوا مثل هذه الخطوة؛ خوفاً من أن تنفّر هذه النبرة الناخبين المهمين قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020، والذين من بينهم الأمريكيون الأفارقة الذين تحاول الإدارة التودد إليهم والحصول على دعمهم.
وهذا الخلاف الداخلي حول إلقاء خطاب رسمي من عدمه يشير إلى سؤال أكبر يواجه البيت الأبيض، وفقاً لمقابلات مع ستة من كبار المسؤولين في الإدارة وجمهوريين مقربين من الإدارة: كيف يمكن أن يهدئ الرئيس غضب الشعب ويقوده في وقت تُوفي فيه أكثر من 100 ألف أمريكي بسبب فيروس كورونا، وفقد 40 مليون شخص وظائفهم، واشتعلت الاحتجاجات في الولايات المتحدة بعد وفاة جورج فلويد في مينيابوليس؟
موقف البيت الأبيض: وعارض عديد من مساعدي البيت الأبيض وحلفاء ترامب، مطلع الأسبوع، إلقاء المكتب البيضاوي لأي نوع من الخطابات في الأيام القادمة.
من جانبه قال جيسون ميلر، كبير مستشاري الاتصالات السابقين في حملة ترامب عام 2016: "الاحتجاجات ليست مرتبطة فقط بوفاة جورج فلويد؛ بل أيضاً بالإحباط العام من الانكماش الاقتصادي وفيروس كورونا أيضاً. ولا توجد كلمات سحرية عن الوحدة يمكنها إعادة الرواتب، ولا كلمات سحرية عن الوحدة عما حدث لجورج فلويد".
في حين أشاد مستشار الرئيس للأمن القومي، روبرت أوبراين، بتصريحات الرئيس خلال إطلاق شركة Space X لمكوكها الفضائي خلال ظهور تلفزيوني صباح الأحد 31 مايو/أيار، لكنه رفض التصريح بما إذا كان ترامب سيلقي خطاباً رسمياً هذا الأسبوع أم لا.
كان مما قاله أوبراين: "سواء ألقى الرئيس خطاباً من المكتب البيضاوي أو تحدَّث إلى الصحافة، فهو متاح ويمكن الوصول إليه وسيظل كذلك وسيستمر في إبداء آرائه حول هذه الأحداث، التي تعد مأساوية على البلاد".
تغريدات مستفزة: لكن تيم سكوت، السيناتور الجمهوري الأمريكي الوحيد من أصول إفريقية، من ولاية كارولينا الجنوبية، كان أكثر تحديداً. ففي مقابلة معه في برنامج "Fox News Sunday"، قال سكوت إن بعض تغريدات الرئيس بعبارات عن الرد على المتظاهرين بكلاب الشرطة الشرسة، أو كيف سيؤدي النهب إلى إطلاق النار، لم تكن "بنّاءة".
حيث قال سكوت: "تحدثت مع الرئيس، وأجرينا أنا وهو حواراً بنّاء حول الخطوات التالية. وقلت له ما سأقوله لك، وهو: (سيدي الرئيس، من المفيد لنا أن تركز على الموت غير المبرر، في رأيي، والإجرامي لجورج فلويد. هذه التغريدات مفيدة للغاية. ومن المفيد أن تقول ما قلته قبل ذلك وهو أنه من المهم لنا أن ندرك فائدة الاحتجاجات السلمية. ومن المفيد أن تردّ على طلبي أن تشكل وزارة العدل، برئاسة المدعي العام بار، لجنة وحواراً حول العرق والعدالة في هذه الأمة. سيدي الرئيس، من المفيد أن تقود البلاد بروح التعاطف). والتغريدات التي رأيتها بالأمس كانت أفضل بكثير".
لكن الضغط على البيت الأبيض للرد على الاحتجاجات يتواصل، حيث ينتظر الشعب من واشنطن قيادته. وسيشهد المتابع مزيداً من الأخبار السيئة يوم الجمعة على الأرجح، حين تكشف وزارة العمل الأمريكية عن أحدث إحصاءات البطالة في البلاد.