أعلنت السلطات المحلية في ولاية ووهان الصينية، بؤرة ظهور فيروس كورونا، عن عدم اكتشافها أي حالات جديدة من حاملي الفيروس غير المصابين بالمرض، وذلك بعد حملة شرسة نظمتها المدينة لاختبار مدى إصابة سكانها بالكامل بالفيروس المستجد، منذ ما يقرب من شهرين، وهو ما يشير إلى أنها قد نجحت في كسر سلاسل الانتشار الخفية لانتقال العدوى.
لجنة الصحة الخاصة ببلدية ووهان قالت، الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020، إنه من بين 60 ألف شخص خضعوا للاختبار خلال يوم الأحد لم يُعثر على أي حالات إصابة بدون أعراض.
فحص شامل: كانت سلطات ووهان قد شرعت في اختبار سكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة بحثاً عن الفيروس، في محاولة طموحة لتحصين المدينة من عودة ظهور الحالات.
يشكل وجود الأشخاص المصابين الذين لا يُظهرون أي أعراض للمرض ومع ذلك يمكنهم نقل الإصابة لآخرين عقبةً في طريق الجهود العالمية الساعية لاحتواء فيروس كورونا، وهو سبب رئيسي لانتشار الوباء على نطاق واسع وبوتيرة سريعة، حسب ما أفادت وكالة بلومبيرغ الأمريكية.
محاولة جريئة: الوكالة الإخبارية قالت إن قدرة المدينة على تعيين الحالات المصابة بالفيروس دون أعراض قد يمكنها من أن تقضي على مسبب المرض بين سكانها.
مع ذلك، فإن إنجاز هذه الطريقة خارجَ استطاعة البلدان الأخرى، وحتى المدن الصينية الكبرى الأخرى، لأنها تتطلب تعبئة هائلة للموارد وتعاوناً كاملاً من السكان.
فقد أشارت الوكالة إلى أن سكان ووهان كانوا أكثر استعداداً للخضوع للاختبارات، نظراً إلى الآثار الغائرة التي خلفها الوباء في المدينة المحاصرة، والتي أُغلقت إغلاقاً شاملاً لنحو ثلاثة أشهر، لاحتواء انتشار الفيروس حتى مع انهيار نظامها الطبي المحلي تقريباً تحت ضغط التفشي.
موجة ثانية: مع ذلك، وعلى الرغم من إخضاع الصين الوباءَ فيها للسيطرة، فإن البلاد لا تزال في حالة تأهب قصوى لأي حالات عدوى متفرقة تنطوي على خطر حدوث تفشّ ثان.
فقد قررت إحدى مدن إقليم هيلونغجيانغ في شمال شرق البلاد إيقاف معظم خدمات القطارات فيها الأسبوع الماضي، بعد أن تم الإبلاغ عن خمس حالات مصابة بدون أعراض في يوم واحد.
كما دفع اكتشاف سلسلة من الإصابات في مقاطعتين قريبتين "جيلين" و"لياونينغ"، تضمان أكثر من 40 إصابة، إلى فرض إجراءات إغلاق على منطقة يقطنها نحو 100 مليون شخص.
بؤرة الفيروس: كانت ووهان قد دخلت في عزل يوم 23 يناير/كانون الثاني 2020، حيث ظهر الوباء في أواخر العام الماضي، ورفعت التدابير في 8 أبريل/نيسان 2020 بعد الانخفاض الكبير في العدوى.
تُعد هذه المدينة أكثر المدن الصينية تضرراً من الوباء، حيث سجلت 3869 وفاة من بين 4633 وفاة مسجلة في البلاد.