تمرد موظفي فيسبوك ضد زوكربيرغ! رفضوا موقفه من تغريدات ترامب ودعوا مجلس الرقابة للتدخل

يسيء الصدام بين تويتر ودونالد ترامب لسمعة شركة "فيسبوك" التي تجد نفسها في موقف حرج منذ أن رفض مديرها مارك زوكربرغ التصرف حيال منشورات مثيرة للجدل للرئيس الأميركي، في خطوة عبر مسؤولون فيها عن رفضهم لها في العلن.

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/01 الساعة 17:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/01 الساعة 17:40 بتوقيت غرينتش
مؤسس شركة فيسبوك ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ وزوجته برسيلا تشان/ رويترز

يسيء الصدام بين تويتر ودونالد ترامب لسمعة شركة "فيسبوك" التي تجد نفسها في موقف حرج منذ أن رفض مديرها مارك زوكربرغ التصرف حيال منشورات مثيرة للجدل للرئيس الأميركي، في خطوة عبر مسؤولون فيها عن رفضهم لها في العلن.

فيما قال تقرير لموقع صحيفة "الغارديان " البريطانية، إن موظفي فيسبوك ينظمون تمرداً ضد موقف مارك زوكربيرغ الرافض لوقف منشورات ترامب، معبرين عن استيائهم من رئيسهم على وسائل التواصل الاجتماعي في عرض نادر للمعارضة من داخل الشركة.

خلافات في فيسبوك: حيث جاء الخلاف من الموظفين على جميع مستويات الشركة، بما في ذلك بعض كبار الموظفين. حيث تم توجيه انتقادات خاصة لقرار زوكربيرغ.

 كتب مدير تصميم خاصية آخر الأخبار في موقع فيسبوك راين فريتاس في تغريدة الأحد 31 مايو/أيار 2020  "مارك مخطئ، وسأسعى إلى تغيير رأيه من خلال رفع الصوت بأعلى ما يمكن". وأكد انه استقطب إلى جانبه نحو 50 شخصاً، يشاركونه الرأي وفق تقرير نشرته الوكالة الفرنسية الإثنين 1 يونيو/حزيران 2020.

تغريدات مسيئة: وفي أساس هذا الجدل تغريدتان غير مسبوقتين للرئيس الأميركي حيث قام "تويتر" بدايةً بوسم تغريدتين للرئيس حول التصويت بالبريد، حيث نشر رابطاً كتب عليه عبارة "تحققوا من الوقائع بخصوص التصويت عبر البريد" تحتهما.

فيما اعتبر حينها زوكربيرغ في حديث لقناة فوكس نيوز أن منصات التواصل الاجتماعي لا يجب أن تنصب نفسها "حكماً للحقيقة"، في مقابلة أعاد دونالد ترامب تغريدها على صفحته.

إلى ذلك فقد حجب "تويتر" الجمعة أيضاً تغريدة أخرى للرئيس حول المواجهات في منيابوليس المرتبطة بمقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطي، على اعتبار أن فيها خرقاً لمبادئ الموقع التوجيهية حول تمجيد العنف.

وأعلن دونالد ترامب حول التظاهرات التي تحولت إلى أعمال شغب "عمليات النهب ستقابل فوراً بالرصاص" ونشر هذا التصريح أيضاً على صفحته في "فيسبوك"، لكن زوكربيرغ قرر عدم حذفه "بعدما تردد طوال اليوم بشأنه"

رفض التحريض: وفي منشور على حسابه، قال زوكربيرغ إنه "شخصياً" يرفض "الخطاب المحرض على الانقسام والتحريضي" للرئيس، لكنه لا ينوي حذف المنشورات تحت مسمى حرية التعبير وحق الجمهور في الاطلاع على المعلومات.

This has been an incredibly tough week after a string of tough weeks. The killing of George Floyd showed yet again that…

Gepostet von Mark Zuckerberg am Freitag, 29. Mai 2020

أضاف مارك "أعرف أن العديد من الأشخاص مستاؤون (…) لكن عملنا يقضي بتسهيل التعبير بأكبر قدر ممكن، ما لم ينطوِ ذلك على خطر وشيك بإلحاق ضرر بالآخرين أو على مخاطر كتلك المنصوصة في توجيهاتنا".

ووضع كل من "تويتر" و"فيسبوك" أنظمة لمكافحة المحتويات التي تنطوي على مخاطر (دعوات الكراهية، التحرش…)، وللتصدي للأخبار الكاذبة.

لكن "فيسبوك" يعفي الشخصيات السياسية والمرشحين من معظم هذه التدابير.

مسؤول البحوث: من جانبه كتب جيسون ستيرمان مسؤول البحوث والتطوير في الشركة في تغريدة "لا أعرف ماذا أفعل، لكن أعرف أن عدم القيام بشيء غير مقبول. أنا موظف في فيسبوك وعلى خلاف كامل مع قرار مارك عدم التصرف حيال موضوع المنشورات الأخيرة لترامب، التي تحض بوضوح على العنف".

أضاف "لست الوحيد الذي يعتقد ذلك في فيسبوك. لا يوجد موقف حيادي إزاء العنصرية".

رد فعل الموظفين: في حين أعرب العديد من موظفي الشركة عن موقف مماثل الأحد. وكتب المصمم ديفيد غيليس "أعتقد أن تغريدة ترامب (حول النهب) تشجع على العنف الخارج عن القانون وتؤجج العنصرية. كل الاحترام لفريق تويتر".

فيما قال مطور البرمجيات نايت باتلر "عدم القيام بشيء ليس بالأمر الشجاع. هذا ما يشعر به العديد بيننا".

مكالمة مع صديق: وما زاد الأمور سوءاً، كشف الصحافة الأميركية الأحد عن أن زوكربيرغ وترامب أجريا الجمعة مكالمة هاتفية.

ونقل موقع "أكسيوس" وقناة "سي إن بي سي" عن مصادر لم تكشف هويتها قولها إن المحادثة بين الرجلين كانت "مثمرة". ولم يؤكد كلاهما أو ينفيا الخبر.

من جانبها اعتبرت الباحثة في كلية الحقوق في هارفرد إيفلين دويك أن تلك المكالمة مع الرئيس تضرب مصداقية "الحيادية" المزعومة لدى "فيسبوك".

مجلس الرقابة: وكما خبراء آخرين، تساءلت دويك حول مدى قدرة "مجلس الرقابة" الجديد الذي استحدث مؤخراً في "فيسبوك" على التدخل.

وكتب "مجلس الرقابة" الذي أنشئ الشهر الماضي في تغريدة "نحن مدركون لحقيقة أن الناس يريدون من المجلس البت في العديد من المسائل المهمة المتعلقة بالمحتوى".

يفترض أن يكون لهذا المجلس الكلمة الأخيرة، وبقرار يُتخذ باستقلالية تامة، حول إبقاء المحتوى المثير للجدل من عدمه.

المجموعة العملاقة معنية خصوصاً بالهجوم المضاد الذي شنه ترامب ضد تويتر. فقد وقع الرئيس الأمريكي الخميس مرسوماً فيه إخلال بقانون جوهري حول الإنترنت في الولايات المتحدة، يوفر في مادته الـ230 حصانة للمنصات الرقمية ضد أي ملاحقة قضائية مرتبطة بمحتويات ينشرها طرف ثالث. ويمنحها الحرية في التدخل كما تراه مناسباً لإدارة المحتوى.