أكد الجيش المغربي، السبت 30 مايو/أيار 2020، أن الثكنة العسكرية التي يعتزم تشييدها بمدينة جرادة (شرق المغرب) قرب الحدود مع الجزائر، ستخصص لـ"إيواء الجنود فقط"، وليس لأغراض أخرى.
هذا التأكيد، يأتي بعد أن وقع رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني، مرسوماً يقضي بتخصيص أرض مساحتها 23 هكتاراً، لبناء قاعدة عسكرية جديدة، على بعد كيلومترات قليلة من الحدود المغربية الجزائرية.
ليست لها مواصفات عسكرية: عممت القوات المسلحة الملكية توضحياً نشرته عدد من الصحف المغربية، السبت، بخصوص أهداف هذه الثكنة العسكرية، وذلك بعد أن تم تداوله بشكل واسع بين صحف جزائرية.
صحيفة "هسبريس" المغربية، نقلت عن "مصدر عسكري" قوله "إن مجموعة من وسائل الإعلام تناقلت معطيات خاطئة تفيد بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة بعمالة جرادة، على مستوى حدود المغرب مع الجزائر".
أضاف المصدر ذاته "أنه في إطار المشروع الشامل لنقل الثكنات العسكرية من المجال الحضري بمجموع التراب الوطني، شُرع في بناء ثكنة عسكرية في جرادة، موضّحاً أن "هذه الثكنة، لا تصل إلى درجة قاعدة عسكرية".
كما أشار "إلى أن هذه الثكنة العسكرية الصغيرة مخصصة لإيواء القوات العسكرية، فيما جرى، منذ مدة طويلة، إنشاء ثكنات أخرى في وضعيات مماثلة مرتبطة بالحدود".
على بعد 38 كلم: المتحدث نفسه، شدد، "على أن إنشاء هذه الثكنة العسكرية الجديدة لا يهدف إلى أي إجراء عسكري كما ذهبت إلى ذلك بعض وسائل الإعلام، وإنما يدخل في إطار برنامج يهدف إلى نقل المنشآت العسكرية المتواجدة بالمراكز الحضرية بمختلف جهات المملكة".
صحيفة "اليوم24" المغربية، ووفق "مصدر عسكري" أيضاً، أكدت أن"هذه الثكنة ستكون على بعد 38 كيلومتراً من الحدود الشرقية للمملكة، مشيراً إلى أن ليس لها مواصفات قاعدة عسكرية، وأنها ثكنة مخصصة للسكن، مشيراً إلى إنشاء ثكنات أخرى مماثلة قرب الحدود".
تضيف الصحيفة، على لسان نفس المصدر، أن "هذه الثكنات، ليس لها غرض عملي، بل تدخل في إطار خطة بدأت قبل سنوات لنقل الثكنات إلى خارج المراكز الحضرية".
قلق جزائري: توضيح الجيش المغربي، جاء بعد أن أثار الخبر جدلاً واسعاً على المستوى الإعلامي الجزائري، إذ أكدت مجموعة من الصحف المحلية، بأن الأمر يأتي في سياق "التوتر الحاصل بين البلدين".
صحيفة "ZDZ" الجزائرية، كتبت في 26 من مايو/أيار الماضي، أن هذا القرار جاء "في الوقت الذي توجد فيه العلاقات الجزائرية المغربية على صفيح ساخن، بسبب تصريحات "عدائية" صدرت عن القنصل العام المغربي بوهران،"، كما وصفت الخطوة بأنها "من شأنها أن تزيد من منسوب التوتر بين البلدين الجارين".
تضيف الصحيفة أيضاً "من شأن هذا القرار أن يزيد من وتيرة الخلافات بين البلدين، التي تعاظمت في الآونة الأخيرة، حيث كانت وزيرة الخارجية قد استدعت السفير المغربي، وواجهته بتصريحات مستفزة وعدائية للقنصل العام المغربي بوهران، وصف فيها الجزائر بأنها "بلد عدو"، على حد ما أظهره فيديو منسوب لهذا الدبلوماسي، بينما كان في حوار مع رعايا بلاده عالقين بالجزائر بسبب تفشي فيروس كورونا.
كما كتبت أيضاً "وينما كانت الجزائر تنتظر موقفاً مغربياً متفهماً للغضب الرسمي والشعبي في الجزائر، من سقطة القنصل المغربي بوهران، باستبداله مثلاً بدبلوماسي آخر لتطويق الأزمة الدبلوماسية التي تسبب فيها، وخاصة بعد المكالمة التي جرت بين وزيري خارجية البلدين، فاجأت الرباط جارتها الشرقية بخطوة تصعيدية، بإقامة هذه القاعدة العسكرية بالقرب من الحدود الغربية للبلاد".