تداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في مصر، السبت 30 مايو/أيار 2020، صوراً وفيديوهات، لواقعة الازدحام الحاد الذي عرفته محطة قطار ملوي بالمنيا (260 كلم جنوب القاهرة)، وذلك على الرغم من ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
عدد كبير من المصريين، عبروا عن غضبهم الشديد، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" من هذه الصور، التي تعرض حياة المصريين للخطر، في ظل تفشي فيروس "كوفيذ-19" في البلاد، ما قد ينذر باستمرار تفشي الفيروس.
من يتحمل المسؤولية؟ هو السؤال الذي طرحه المئات من المصريين عبر "تويتر"، بعد ظهور هذه الصور، ففي الوقت الذي يوجه فيه البعض أصابع الاتهام إلى "الحكومة"، التي لم تفرض إجراءات صارمة لمنع مثل هاته التجمعات، فإن البعض الآخر فضل أن يوجهه إلى "المسافرين" الذين "لم يحترموا قواعد التباعد الاجتماعي".
بينما تساءل البعض الآخر، "فين التباعد الاجتماعي؟ وإزاي أصلاً هيحصل في بلد فيها ١٠٠ مليون عايشين على مساحة صغيرة جداً مقارنة بالمساحة الكلية"
تظهر الصور المتداولة على تويتر، الآلاف من الأشخاص، وهم ملتصقون بشكل "مخيف" أمام قطار في المحطة، وبينما فضل البعض ارتداء الكمامات، فإن البعض الآخر ظهر بدونها، ما يزيد من مخاطر الإصابة أو نقل العدوى، في حال إصابته.
ذروة انتشار الفيروس: يأتي هذا، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المصرية، الجمعة 29 مايو/أيار تسجيل أعلى معدل إصابة يومية بالفيروس المستجد في البلاد.
فقد سجلت مصر، 1289 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و34 حالة وفاة في أعلى حصيلة يومية للإصابات والوفيات منذ بدء تفشي الوباء، وذلك ارتفاعاً من 1127 إصابة و29 حالة وفاة أمس.
خالد مجاهد، المتحدث باسم الوزارة، قال في تصريح نقلته وكالة "رويترز" "تم تسجيل 1289 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتاً إلى وفاة 34 حالة جديدة".
كما أضاف أن "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الجمعة هو 22082 حالة من ضمنهم 5511 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و879 حالة وفاة".
هذا وتطبق مصر إجراءات عزل عام منذ مارس/آذار، شملت إغلاق المدارس والجامعات والأندية الرياضية والمقاهي وأماكن التجمعات الكبيرة، كما تفرض حظر تجول جزئياً.
تخبط الإدارة.. بين النفي والتأكيد: تظهر الصور بشكل واضح عدداً من الأشخاص في الصور المتداولة وهم يرتدون كمامات واقية للفم والأنف، كما يجمع عدد من النشطاء على أن المشهد نقلوه، اليوم السبت، بعد انتهاء عطلة العيد.
ففي الوقت الذي يؤكد فيه مسؤول الأمر، بحكم أن المشهد يتكرر في مثل هاته المناسبات، فإن مسؤولاً آخر، انتشرت تصريحاته على نطاق واسع، ينفي بشكل مطلق، ويقول إن الصور مفبركة وغير صحيحة، ولم يقع ذلك السبت.
التصريح الذي يؤكد: أكدت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، السبت، أن رصيف محطة السكك الحديد بمدينة ملوي في محافظة المنيا، "شهد زحاماً شديداً من المواطنين، وذلك عقب انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك".
الصحيفة نقلت تصريح عامر طه آدم، رئيس مجلس مركز ومدينة ملوي، بمحافظة المنيا على التكدس الكبير بين مواطني المركز على رصيف محطة السكة الحديد قائلاً: إن ذلك نتيجة انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، وعدم توفر القطارات المتميزة أمام المستقلين.
وأضاف آدم، وفق نفس الصحيفة، أنه تم التنسيق بين مجلس مدينة ملوي وسكة حديد ملوي وأسيوط، وتم توفير قطارين مميزين وآخر مكيف لفك الضغط على محطة سكة حديد ملوي.
"وذكر عامر: حاولنا توفير عدد كبير من سيارات الأجرة أمام المواطنين الكائنين على محطة ملوي، إلا أن عدداً كبيراً منهم رفض الاستقلال مفضلاً استقلال القطار لوجود فرق في الأسعار".
كما أشار رئيس مدينة ملوي، "إلى أن مجلس مدينة ملوي بصدد تقديم مذكرة إلى اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، للمطالبة بتوفير عدد من القطارات المميزة والمكيفة تقف على محطة ملوي حتى نستطيع من خلالها السيطرة على تكدس المواطنين لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد".
المسؤول الذي ينفي: على خلاف المسؤول السابق، نفى المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة السكك الحديدية، "حقيقة الصور المتداولة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، للزحام الشديد بين ركاب القطارات في محطة ملوي بالمنيا"، وفق ما نقلته صحيفة "أخبار اليوم" المصرية.
"رسلان"، قال في تصريح خاص لـ "بوابة أخبار اليوم"، "إن هذه الصور ليست حقيقية، موضحاً أنه تواصل مع مدير منطقة ملوي الذي أكد أن هذا المشهد لم يحدث اليوم وغير حقيقي".
كما أشار رئيس الهيئة، إلى أن "محطة أسيوط والمنيا باعتبارهما عواصم محافظات، وهي أكثر كثافة من محطة ملوي، لم تشهد هذا الزحام اليوم، وجميع الركاب ملتزمون بارتداء الكمامات فيما تظهر الصور عكس ذلك، مشيراً إلى أن اليوم السبت يشهد نسبة زحام نظراً لعودة المحتفلين بالعيد من محافظات الصعيد إلى القاهرة، لكنها ليست بهذه الكثافة".
حملة شعبية لإقرار حظر تحول: الخميس 28 مايو/أيار، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر حملة يطالبون فيها حكومتهم بفرض حظر شامل لمدة أسبوعين وتصدر وسم "#حظر_شامل_لمده_اسبوعين" قائمة الأكثر تداولاً بمصر، بعد أن تجاوزت حصيلة الإصابات اليومية بكورونا ألف حالة للمرة الأولى بالإضافة إلى تسجيل 29 وفاة.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشروا على تويتر تغريدات تطالب الحكومة المصرية بفرض الحظر، مبدين مخاوفهم مما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام القليلة القادمة.
المستخدمون قالوا إن البلاد بحاجة إلى إغلاق شامل للمواصلات والمرافق العامة وأن لا يتاح الخروج إلا للمستشفيات والحالات الضرورية، مضيفين أن مواجهة الفيروس تحتاج إلى شعب واع وحكومة مسؤولة.
المستخدمة هبة نشرت صورة تعبيرية على فيسبوك لطبيب منهك من العمل بسبب كورونا في وقت يواصل الناس حياتهم بشكل طبيعي، وأرفقتها بتعليق كتبت فيه: "إحنا لو كنا عملنا حظر شامل من الأول مكناش وصلنا للمرحلة دي دايماً بناخد القرار بعد الكارثة ما تحصل".
فيما وجه مستخدم آخر رسالة لرئيس الوزراء المصري يتساءل فيها عن قرار الحكومة الأخير بفتح البلاد وسط ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، مشيراً إلى التناقض في تصريحات الحكومة التي قالت إنه حان وقت رفع الحظر ووزارة الصحة التي أكدت أن الفيروس سيصل إلى ذروته في الأيام القليلة القادمة.
كما ناشد مستخدم آخر الحكومة بفرض الحظر قائلاً: "أرجوك ولوجه الله خليك قافل واقفل أكتر لنهاية يونيو وارجع في قراراتك أو افتح الدنيا وجهز تجهيز عسكري لحربك مع كورونا وربنا يخيب ظني".