أكدت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، الجمعة 29 مايو/أيار 2020، أن بريطانيا ربطت اتصالات مع الولايات المتحدة، تحدثها على شكل نادٍ من عشر دول يمكنه أن يعمل على تطوير تقنية خاصة به من الجيل الخامس، وذلك بهدف تقليص الاعتماد على شركة هواوي الصينية.
وفق قصاصة لوكالة " فرانس برس" الجمعة، فإن هذا الاقتراح يأتي قبل قمة لمجموعة السبع، يأمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استضافتها الشهر القادم.
تدهور علاقاتها بالصين: قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة: "نبحث عن أطراف جديدة تدخل السوق من أجل تنويعه"، مضيفاً: "هذا أمر تحدثنا عنه مع حلفائنا، من ضمنهم الولايات المتحدة".
على الرغم من تحذيرات أمريكية متكررة، سمحت الحكومة الأمريكية لـ"هواوي" ببناء 35% من البنى التحتية المطلوبة لنشر شبكة جديدة من الجيل الخامس في البلاد.
كما قالت "ذي تايمز"، إن بريطانيا تقترح، بعد تدهور علاقاتها مع الصين، إنشاء نادٍ من عشر ديمقراطيات يضم أعضاء من مجموعة السبع وكوريا الجنوبية والهند.
وأضحت الصحيفة أن أحد الخيارات يقضي بتمركز الاستثمارات في شركات اتصال موجودة بالدول العشر الأعضاء.
بدائل ممكنة: والشركتان الوحيدتان حالياً الموجودتان في أوروبا والقادرتان على التزويد بتجهيزات للجيل الخامس، هما الشركة الفنلندية "نوكيا" والشركة السويدية "إريكسون".
قال مصدر حكومي للصحيفة: "نحتاج شركات جديدة تدخل السوق"، مشيراً إلى أن هذه الحاجة هي التي كانت وراء التعامل مع هواوي.
أثار قرار التعامل مع هواوي في حينه غضب واشنطن، التي تشتبه في قيام الشركة الصينية بأنشطة تجسس لحساب بكين.
فيما ذكرت صحيفتا "الغارديان" و"ديلي تليغراف" مؤخراً، أن جونسون يرغب في وقف التعامل مع هواوي نهائياً بحلول عام 2023.
كما يعتزم تقليص مشاركة شركة هواوي تكنولوجيز الصينية لصناعة معدات الاتصال في شبكة الجيل الخامس البريطانية، في أعقاب أزمة فيروس كورونا.
إلا أن ذلك من شأنه أن يخرّب العلاقة تماماً بين لندن وبكين، في وقت يبحث فيه جونسون عن شركاء تجاريين جدد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
قيود أمريكية: في 16 مايو/أيار الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستواصل فرض القيود على تصدير المنتجات الأمريكية لشركة هواوي الصينية، التي تتهمها واشنطن بأنها تشكل خطراً على أمنها القومي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في بيان له، الجمعة: "سنواصل فرض قيود على معظم الصادرات الأمريكية لهواوي وفروعها المدرجة على القائمة السوداء".
لفت الوزير بومبيو إلى أن ذلك يأتي "بسبب أنشطتها التي تهدد الأمن القومي الأمريكي والاستقرار الدولي".
كانت وزارة التجارة الأمريكية قد اتخذت إجراءات للحد من توريدات أشباه الموصلات لشركة هواوي.
هذا وتلزم الإجراءات الجديدة الشركات المستخدمة للمعدات الأمريكية لصناعة الشرائح الإلكترونية بالحصول على رخصة أمريكية قبل أن تزود "هواوي" أو الشركات التابعة لها بأنواع معينة من تلك الشرائح.
اتهامات لبكين: قالت واشنطن إن تلك القيود تهدف إلى منع الشركة الصينية من انتهاك نظام الرقابة على الصادرات الأمريكية، متهمةً "هواوي" باستغلال التكنولوجيا الأمريكية وتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة.
تتهم واشنطن "هواوي" بالتعاون مع الجيش والاستخبارات الصينية، وتسعى لمنع مختلف الدول من استخدام معدات "هواوي" في أثناء الانتقال إلى النظام 5G للاتصال الخليوي.
كما أدرجت الشركة في 2019 على القائمة السوداء؛ لمنعها من شراء المكونات والتكنولوجيات الأمريكية.
وتقول الشركة الصينية إن تلك القيود غير مبررة وهناك دوافع سياسية وراءها، معتبرةً إياها انتهاكاً لمبادئ المنافسة الحرة.