أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر الخميس 28 مايو/أيار 2020، حملة يطالبون فيها حكومتهم بفرض حظر شامل لمدة أسبوعين وتصدر وسم "#حظر_شامل_لمده_اسبوعين" قائمة الأكثر تداولاً بمصر، بعد أن تجاوزت حصيلة الإصابات اليومية بكورونا ألف حالة للمرة الأولى بالإضافة إلى تسجيل 29 وفاة.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشروا على تويتر تغريدات تطالب الحكومة المصرية بفرض الحظر، مبدين مخاوفهم مما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام القليلة القادمة.
المستخدمون قالوا إن البلاد بحاجة إلى إغلاق شامل للمواصلات والمرافق العامة وأن لا يتاح الخروج إلا للمستشفيات والحالات الضرورية، مضيفين أن مواجهة الفيروس تحتاج إلى شعب واع وحكومة مسؤولة.
مطالبات بفرض الحظر: المستخدمة هبة نشرت صورة تعبيرية على فيسبوك لطبيب منهك من العمل بسبب كورونا في وقت يواصل الناس حياتهم بشكل طبيعي، وأرفقتها بتعليق كتبت فيه: "إحنا لو كنا عملنا حظر شامل من الأول مكناش وصلنا للمرحلة دي دايماً بناخد القرار بعد الكارثة ما تحصل".
فيما وجه مستخدم آخر رسالة لرئيس الوزراء المصري يتساءل فيه عن قرار الحكومة الأخير بفتح البلاد وسط ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، مشيراً إلى التناقض في تصريحات الحكومة التي قالت إنه حان وقت رفع الحظر ووزارة الصحة التي أكدت أن الفيروس سيصل إلى ذروته في الأيام القليلة القادمة.
المستخدم أحمد سلام نشر فيديو لعناصر من الشرطة المصرية وهي تطالب المواطنين بالتزام بيوتهم بعد ما ضرب كورونا قريتهم وكتب سلام تعليق على الفيديو قال فيه: فيروس #كورونا يضرب قري و مدن #مصر و لا يوجد مستشفيات كافية للمصابين لأننا كنا بنبني قصور و سجون بدل ما نبني مستشفيات".
كما ناشد مستخدم آخر الحكومة بفرض الحظر قائلاً: "أرجوك ولوجه الله خليك قافل واقفل أكتر لنهاية يونيو وارجع في قراراتك أو افتح الدنيا وجهز تجهيز عسكري لحربك مع كورونا وربنا يخيب ظني".
المستخدم زكريا بدوره نشر صورة توضح اكتظاظ الشوارع بالناس وأرفقها بتعليق جاء فيه: "نبوس إيديكم ولا نعمل إيه أقسم بالله هنموت كلنا بالشكل ده إحنه معندناش الإمكانيات اللي تساعد على علاج ووقاية العدد ده من المصابين".
أما المستخدمة نهى فقالت: "هي المرة الأولى التي أشارك فيها بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي هذه المرة الأمر مختلف هذا الشهر سيكون سبباً في موت عدد كبير من المصريين إن لم يفرض الحظر".
أزمة أطباء مصر: وعلى الجهة المقابلة قالت مصادر مقربة من الحكومة إن السلطات بمصر تحركت لإخماد الانتقادات الموجهة لها بسبب ادارة أزمة كورونا، فقد حذرت مذكرة من وزارة الصحة أُرسلت إلى المستشفيات في محافظة البحيرة، واطلع ناشط -طلب إخفاء هويته- عليها، العاملين في قطاع الرعاية الصحية من أنهم سيتعرضون لمساءلة قانونية إذا سربوا معلومات عن فيروس كورونا.
فيما قال أطباء في ثلاث محافظات أخرى إنهم شاهدوا تحذيرات مماثلة.
وطبيب آخر من محافظة الدقهلية -طلب عدم نشر اسمه- قال إن لجنة الشؤون القانونية التابعة لوزارة الصحة بالمحافظة استجوبته بسبب اتهام الوزارة على فيسبوك بغياب الشفافية، مضيفاً أن الدولة تريد تخفيض عدد الوفيات المسجلة.
تسعة من الأطباء والمحامين والناشطين الحقوقيين قالوا في مقابلة مع رويترز إنهم يرون حملة أوسع نطاقاً لفرض الرقابة على التغطية الإعلامية لتفشي المرض تستفيد من حملة واسعة المدى للتضييق على المعارضة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
فيما لم ترد وزارة الصحة على طلب للتعليق على ما قاله الطبيب الذي مثل أمام لجنة قانونية لانتقاده الوزارة على فيسبوك.
أما المركز الصحفي التابع للهيئة العامة للاستعلامات إن "مصر من أكثر دول العالم نجاحاً في التصدي لوباء الكورونا".
كورونا في مصر: تأتي هذه الحملة في وقت أفادت به وزارة الصحة، الخميس بتسجيل 29 وفاة، وألف و127 إصابة بالفيروس، إضافة إلى تعافي 154 مريضاً.
موضحة في بيان لها أن إجمالي الإصابات ارتفع إلى 20 ألفاً و793، منها 845 وفاة، و5 آلاف و359 حالة تعاف.
وفي 14 فبراير/شباط الماضي، أعلنت مصر عن أول إصابة بكورونا في البلاد.
فيما تتواصل التحذيرات في مصر، حالياً، من عدم قدرة البنية الصحية للبلاد على مواجهة التفاقم المتسارع في الإصابات بكورونا.
أما الكادر الطبي فيواصل احتجاجاته بسبب ما يقولون إنه "تقاعس" وزارة الصحة عن أداء واجبها في حماية الأطباء، و"التعنت" في إجراء المسحات (فحوص كورونا) للمخالطين منهم للمصابين.
نقابة الأطباء المصرية قالت في بيان، إنها سجلت 350 إصابة بكورونا بين الأطباء توفي منهم 19 طبيباً، قبل أن تعلن الأربعاء، ارتفاع وفيات الفيروس من الأطباء إلى 23.
فيما قالت وزارة الصحة، الإثنين، إنه تم اتخاذ تدابير وقائية وإجراء أكثر من 19 ألفاً و500 فحص للعاملين في القطاع الطبي على مستوى البلاد منها نحو 9 آلاف مسحة للكشف عن الفيروس.
وأضافت، في بيان، أن المستشفيات عالجت 291 من العاملين في القطاع الصحي منهم 69 طبيباً وأن 11 من أصحاب هذه الحالات توفوا.