ترغب مدينة هانغزو في شرقي الصين في تقييم سكانها البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، وتصنيفهم وفقاً لصحتهم وأساليب حياتهم، وذلك من خلال نظام جديد استوحته من "نظام للرموز الصحية الرقمية"، الذي تبنته السلطات خلال جائحة فيروس كورونا، لتوصيف الأشخاص وفق درجة تعرضهم لخطر العدوى.
فكرة النظام الجديد: شبكة Cnn الأمريكية ذكرت، الثلاثاء 26 مايو/أيار 2020، تفاصيل عن نظام التتبع وتقييم السكان الذي ترغب الصين في تطبيقه، وقالت إن التصور يقوم على تطبيق على الهواتف الذكية يمكنه الوصول إلى سجلاتك الطبية ويمنحك تقييماً يومياً وفقاً لحالتك الصحية السابقة والفحوصات الطبية الحديثة ونمط حياتك.
سيؤثر عدد ساعات النوم وممارسة الرياضة وكمية التدخين يومياً في إجمالي عدد النقاط الممنوحة، مما يعزز أو يقوض في النهاية من درجة التصنيف، كما أنه ستُدمج "نقاط التقييم الصحي" ضمن رمز استجابة سريع رقمي (QR code) متاح على الهواتف، وجاهز للمسح الضوئي في أي وقت.
أشارت الشبكة إلى أنه من فبراير/شباط 2020، استخدمت الحكومة الصينية نظام "الرموز الصحية" للتحكم في تحركات الناس وكبح انتشار فيروس كورونا، بحيث تُخصَّص رموز الاستجابة السريعة التي تتولد آلياً للمواطنين على هواتفهم الذكية، لتكون مؤشراً على حالتهم الصحية.
تُحدد ألوان هذه الرموز -الأحمر أو الكهرماني أو الأخضر- ما إذا كان يمكن للمستخدمين مغادرة المنزل واستخدام وسائل النقل العام ودخول الأماكن العامة، ويُمكن أن تعمل الرموز الصحية أيضاً بمثابة مُتَتبِع لحركات الأشخاص، إذ تخضع الرموز الخاصة بالسكان للمسح الضوئي عند دخولهم إلى الأماكن العامة.
لذا وبمجرد التأكد من إصابة أية حالة بالفيروس، تكون السلطات قادرة على تتبع مكان المريض بسرعة وتحديد الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهذا الشخص.
درجات صحية للأشخاص: في اجتماع للجنة الصحة البلدية لبلدية هانغزو، الجمعة 22 مايو/أيار، أعرب مدير اللجنة سان يونغرونغ، عن تطلعاتهم لإنشاء نظام يمنح المواطنين درجة ولوناً وتصنيفاً بناءً على البيانات المُجمعة من تاريخهم الطبي والفحوصات الصحية وعادات نمط الحياة.
نشرت اللجنة على موقعها الإلكتروني صورة توضح تصميم النظام المُقترَح، الذي تتراوح فيه الدرجة الصحية اليومية بين 0 و100 نقطة، ويقابلها ألوان متدرجة من الأحمر إلى الأخضر.
يمكن أن تتأثر النتيجة بطبيعة الأنشطة اليومية، إذ ستؤدي 15000 خطوة من التمارين اليومية إلى زيادة الدرجة الممنوحة بمقدار 5 نقاط، في حين سيُخفِض تناول 200 ملليلتر من baijiu -وهو مشروب صيني شهير مصنوع من الذرة ونسبة كحول عالية- الدرجة بمقدار 1.5 نقطة، و5 سجائر ستُنقِص 3 نقاط من التقييم، بينما ستضيف 7.5 ساعة من النوم نقطة واحدة إلى نتيجتك.
لكن مع ذلك، قوبل هذا الاقتراح بالفعل بانتقادات وغضب على الشبكات الاجتماعية الصينية، وأثار العديد من الرواد المخاوف عن الخصوصية.
في هذا السياق، قال أحد المستخدمين على Weibo، منصة تشبه Twitter في الصين: "تقارير التاريخ الطبي والفحوصات الصحية هي خصوصية شخصية، فلماذا يجب تضمينها في رموز صحية وإظهارها للآخرين؟ وستُخصَم النقاط للتدخين والشرب وعدم النوم بما فيه الكفاية، فهل هذا يعني أن حياتنا ستُراقَب بالكامل؟".
في حين قال مستخدم آخر: "خلال فترة الوباء لم يكن لدينا خيار، لكنني آمل الآن أن يكون للناس الحق في حذف التطبيق بدلاً من تطبيع (استخدامه)".