ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الحكومة الإسرائيلية قررت تجميد عقد محطة تحلية للمياه مع الصين، وعدم التعاقد على إقامة شبكة 5G خشية "استخدامها للتجسس"، وذلك بضغط من الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة، كما أوضحت أن المشروع أسند لشركة محلية في إسرائيل.
إذ أفادت "هيئة البث الإسرائيلية"، بأن وزارة المالية أعلنت أن شركة إسرائيلية ستقيم أكبر منشاة في البلاد لإزالة ملوحة مياه البحر، وليس شركة "هاتشيسون" الصينية. وتدعى الشركة الإسرائيلية، التي فازت بالمناقصة IDE، وستُبنى المنشأة في منطقة "بالماحيم- شوريك 2".
ضغوطات داخلية وأمريكية: كما أشارت الهيئة إلى أن الإدارة الأمريكية ومسؤولين أمنيين إسرائيليين قد مارسوا ضغوطاً كبيرة على الحكومة، لمنع رسو العطاء على الصينيين.
جاءت هذه الخطوة بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لإذاعة "كان"، والذي كان قد زار البلاد قبل نحو أسبوعين، وقال فيها إن "الصين تُعرّض مواطني إسرائيل للخطر".
أضاف: "نحن قلقون من الاستثمارات الصينية في مختلف أنحاء العالم. لا نريد أن يسيطر النظام الصيني الشيوعي على البنى التحتية في إسرائيل وأجهزة الاتصالات، كل ما يعرّض مواطني إسرائيل للخطر يجب إيقافه، لأن ذلك يؤثر على طبيعة العمل والتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة في مشاريع هامة".
قطع العلاقات مع الصين: حسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قال مسؤول أمريكي مطلع على المحادثات بشأن المسألة، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة طلبت من حلفائها، بما فيهم إسرائيل، في الأسابيع الأخيرة قطع العلاقات مع الصين -ثالث أكبر شريك تجاري لإسرائيل- في المناطق ذات المخاطر الأمنية.
من نفس المنطلق، اختار السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وزير الاتصالات يواز هندل ليكون أول وزير في الحكومة الجديدة الذي عقد اجتماعاً معه، إلى جانب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، تسفي هاوزر، وعضو الكنيست ديريك إريتز.
كما أكدت مصادر في Derech Eretz أن مسألة 5G والاستثمارات التكنولوجية الصينية في إسرائيل ظهرت في الاجتماع. دعا فريدمان هيندل إلى واشنطن للاجتماع مع المسؤولين الحكوميين في مجاله وتعميق التعاون بين الدول في مجال تقنيات الاتصالات.
بماذا تتهم أمريكا الصين؟ جادلت الولايات المتحدة بأن الشركات الصينية ستستخدم مشاركتها في بناء شبكات 5G للتجسس، أو ربما تخريب البنية التحتية للاتصالات. وفي وقت سابق من هذا العام، قال المدعي العام الأمريكي وليام بار إن الهيمنة الصينية في هذا المجال ستكون "خطراً هائلاً" بسبب استخدامها في التجسس، مضيفاً أن "مستقبل أمريكا الاقتصادي على المحك".
فيما يتعلق بـSorek 2، أبلغت إدارة ترامب على وجه التحديد عن تورط Hutchison المحتمل في بناء محطة تحلية المياه، والتي ستكون في كيبوتز بالماحيم، وستكلف أكثر من 5 مليارات شيكل. بالإضافة إلى كونه مشروعاً مهماً للبنية التحتية لإسرائيل، يقع المصنع بالقرب من مركز سوريك النووي وقاعدة بلماح الجوية.
يرجع قلق الولايات المتحدة بشأن مشاركة الشركات الصينية في مشاريع البنية التحتية الكبرى في إسرائيل في السنوات الأخيرة جزئياً إلى قدرة النشطاء الصينيين على جمع المعلومات الاستخبارية أثناء العمل عليها، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الهائلة، وحتى الخسائر التي يمكن أن تُلحق الضرر إذا تضررت هذه البنية التحتية.
قيمة المشروع: من المتوقع أن تنقذ التكلفة المنخفضة الأسر بما مجموعه 3.3 مليار شيكل. (940 مليون دولار) خلال عمر المصنع، الذي من شأنه أن ينتج 200 مليون متر مكعب. من مياه الشرب في السنة، مما يزيد من إنتاج البلاد السنوي من المياه المحلاة بنسبة 35% إلى 785 مليون متر مكعب، أي ما يقرب من 85% من احتياجات إسرائيل من المياه المنزلية والبلدية.
سيتم تمويل المشروع من قبل كونسورتيوم دولي، بما في ذلك بنك Leumi KfW المملوك للدولة الألمانية و150 مليون يورو، وقرض (165 مليون دولار) من بنك الاستثمار الأوروبي.
IDE Technologies، وهي شركة تابعة لشركة Alpha Water Partnership، كانت في السابق المالك الوحيد لمنشأة Sorek A. باعت أسهمها في فبراير/شباط 2019، للمزايدة على أحدث مشروع لتحلية المياه.