احتلّت العديد من المتاجر الأمريكية عناوين الأخبار الرئيسية خلال الأسابيع الأخيرة في الولايات المتحدة، بعدما وضعت على أبوابها لافتات تفيد بمنع من يرتدون أقنعة طبية من الدخول إليها، في إجراء معاكس لكل ما تتبعه المتاجر والأماكن المغلقة في العالم منذ بدء تفشِّي فيروس كورونا المستجد.
حرب ثقافية: موقع Vice الأمريكي ذكر، الخميس 21 مايو/أيّار، أن أحد المتاجر بولاية كنتاكي الأمريكية قد وضع على بابها لافتة كُتِب عليها: "غير مسموح بأقنعة الوجه في المتجر، إما أن تُخلع قناعك أو تذهب إلى مكانٍ آخر، كفوا عن الاستماع إلى حاكم كنتاكي، أندي بشير، إنه أخرق".
متجر آخر لأدوات البناء في كاليفورنيا وضع لافتة في وقتٍ سابق، تحثّ الناس على تبادل الأحضان وليس ارتداء الأقنعة.
في ولاية إلينوي، دافعت إحدى موظّفات عن محطّات الوقود التي علقت لافتة مشابهة، بحجّة أن ارتداء الأقنعة قد يُصعّب من التفريق بين الكبار والأطفال عند بيع المشروبات الكحولية والسجائر.
حجة المناهضين: وشهدت ولايات أمريكية أكبر موجة من الاحتجاجات والمظاهرات، على مدار شهرين تقريباً، رفضاً للإجراءات التي تم اتخاذها للحد من تفشِّي كورونا.
تعتمد حجّة المناهضين لإغلاق البلاد أن تقليص الحكومة لحريات الناس من أجل تقليل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد أمرٌ يعارض مبادئ الولايات المتحدة.
عطسة الحرية: وفي إشارة إلى أولئك الذين يسعلون في وجوه الآخرين باسم الحرية، قال الكاتب أناند جيريدهاراداس، في تغريدة مصحوبة بمقطع فيديو مجمّع لأشخاص يعطسون في وجوه الناس في الأماكن المغلقة: "هوس الحرّية المشوّه والمضلل يقتلنا".
في المقطعٍ، يقول أحد موظّفي متاجر كوستكو: "أعمل لدى كوستكو وأطلب من هذا العميل ارتداء قناع؛ لأن هذه هي سياسة الشركة"، فيما كان ردّ الرجل الذي يُصوّره: "لن أفعل هذا لأنني في بلد حر".
بالطبع، ثمة أقلية من الناس يُسيئون عمداً تفسير معنى الحرية، فإنها تعني لهم حرية الاختيار، إلى أن يكون الخيار شيئاً لا يروق لهم. وفي الوقت نفسه، لا يريد معظم الأمريكيين العودة إلى العمل على نحوٍ طبيعي خلال تلك الجائحة.
كورونا أمريكا: ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة إلى 96 ألفاً و983 حالة، بينما وصلت الإصابات إلى مليون و618 ألفاً و948 حالة، وفقاً لأحدث بيانات جامعة جونز هوبكنز، الأحد.
ولا تزال ولاية نيويورك بؤرة تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة بإجمالي 359 ألفاً و926 حالة إصابة و29 ألفاً و31 حالة وفاة وهي حصيلة قريبة من إجمالي حصيلة الوفيات في إسبانيا وتقل فقط عن حصيلة بريطانيا وإيطاليا.
فيما تقترب الحصيلة المؤقتة للمتوفين من التقديرات الأولية للبيت الأبيض، الذي توقع في أحسن الأحوال وفاة ما بين 100 ألف و240 ألفاً، لكنها تجاوزت بالفعل أكثر البيانات تفاؤلاً التي أشار إليها الرئيس دونالد ترامب بواقع يتراوح بين 50 ألفاً و60 ألفاً، رغم أنه تراجع لاحقاً وتوقع وفاة ما بين 100 و110 آلاف.
- هذا الموضوع مُترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية.