خلّف أقوى إعصار يضرب شرق الهند وبنغلادش منذ أكثر من 10 سنوات 12 قتيلاً في ولاية البنغال الغربية بالهند و8 قتلى في بنغلادش. فيما دمّر قرى ساحلية وجسوراً واقتلع أعمدة الكهرباء، ولم يتسن تحديد حجم الخسائر البشرية والمادية بعد، نظراً لانقطاع الاتصالات، بحسب مسؤولين.
لكن صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية قالت في تقرير لها، الخميس 21 مايو/أيار 2020، إن الإعصار تسبب في تشريد نحو 3 ملايين شخص، بعدما ضرب البلاد أمس الأربعاء، وتسبب في أضرار هائلة.
الخسائر البشرية: وفق تقرير الوكالة الفرنسية الذي نشر الخميس، قال المسؤولون إن حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية الناجمة عن الإعصار أمفان لن يُعرف إلا بعد استعادة الاتصالات، لكن 12 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في ولاية البنغال الغربية بالهند، وثمانية في بنغلاديش المجاورة.
كان معظم الوفيات نتيجة اقتلاع الأشجار بسبب الرياح العاتية التي وصلت سرعتها إلى 185 كيلومتراً في الساعة وارتفاع الموج قرابة خمسة أمتار بسبب العاصفة، ما أغرق المناطق الساحلية المنخفضة مع وصول الإعصار من خليج البنغال الأربعاء.
الدمار هائل: من جانبه قال محمد أسد الزمان، المسؤول الكبير في الشرطة بمنطقة ساتخيرا الساحلية في بنغلاديش: "حجم الدمار هائل. غمرت المياه قرى كثيرة. دمر الإعصار الأسطح المصنوعة من الصفيح وحطم خطوط الكهرباء واقتلع الأشجار".
وضعفت شدة الإعصار بعد وصوله إلى اليابسة. ومن المتوقع أن ينحسر إلى منخفض جوي في وقت لاحق.
نقل الملايين: في حين نقلت السلطات في البلدين أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى الملاجئ قبل وصول الإعصار. لكن جهود الإجلاء تركزت على التجمعات السكنية الواقعة مباشرة في مسار الإعصار، فيما تركت القرى على أطرافه عرضة للمخاطر.
وأظهرت صور تلفزيونية قوارب مقلوبة رأساً على عقب على الشاطئ وأناساً يسيرون في مياه حتى الرُّكب. وغمرت المياه مطار كولكاتا عاصمة ولاية البنغال الغربية.
من جانبه قال براديب كومار دالوي، المسؤول في منطقة ساوث 24 بارجاناس بالولاية، إن المياه الناجمة عن العاصفة غمرت سدوداً في عدة مناطق لتغرق نحو 6 قرى يسكنها أكثر من 100 ألف شخص.
وضرب الإعصار البلدين في الوقت الذي يكافحان فيه لوقف انتشار فيروس كورونا، وتردد بعض السكان في البداية في ترك منازلهم خشية الإصابة بالعدوى في الملاجئ المكتظة.
كورونا يربك خطط الإجلاء: وتعلمت تلك المنطقة من دروس الأعاصير المدمرة في المنطقة في العقود السابقة. فقد بنت آلاف الملاجئ للسكان وطورت سياسات إجلاء سريع. لكن مهمتها هذه المرة يعقدها انتشار فيروس كورونا، حيث إن تنقلات السكان يمكن أن تساعد على انتشار الوباء. وفرضت تدابير عزل على المستوى الوطني في كل من الهند وبنغلادش منذ نهاية مارس/آذار الماضي.
فيما فتحت بنغلاديش أكثر من 13 ألف مركز مضاد للأعاصير، أي عدد أكبر بثلاث مرات من المعتاد، لتجنب اكتظاظها. وفي الهند وبنغلاديش طلبت السلطات من الذين يتم إجلاؤهم وضع أقنعة واقية.
حيث قال شاه كمال مسؤول سلطة إدارة الكوارث في بنغلاديش: "طلبنا من الناس الإبقاء على مسافة تباعد في الملاجئ بسبب فيروس كورونا". لكن خوفاً من عدوى كورونا، اختار العديد من سكان المناطق المعرضة للخطر، البقاء في بيوتهم على الرغم من الإعصار.