حذر رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، الخميس 21 مايو/أيار 2020، من أن لبنان مُعرّض لمواجهة أزمة غذائية كبرى، وأن عدداً كبيراً من اللبنانيين قد يجدون صعوبة قريباً في توفير ثمن الخبز بسبب الأزمة المالية الحادة التي تعيشها البلاد وتداعيات جائحة كوفيد-19.
كما حذر دياب في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" من أن الجائحة أطلقت شرارة أزمة عالمية في الأمن الغذائي، قائلاً إنه من الضروري مقاومة المحاولات الرامية لتقييد صادرات الغذاء، ودعا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإنشاء صندوق استثنائي لمساعدة الشرق الأوسط على تجنب أزمة حادة.
دياب أضاف أنه "ربما يطلق الجوع شرارة موجة هجرة جديدة إلى أوروبا ويزعزع استقرار المنطقة بدرجة أكبر".
أزمة اقتصادية في لبنان: دياب قال في مقاله إن أسعار المواد الغذائية المستوردة ارتفعت لأكثر من المثلين منذ بداية 2020. ويستورد لبنان أكثر من نصف احتياجاته من الغذاء.
مضيفاً: "يواجه لبنان الذي كان في وقت من الأوقات سلة الغذاء في شرق المتوسط تحدياً كبيراً لم يكن من الممكن تخيله قبل عقد من الزمان، يتمثل في خطر نشوب أزمة غذائية كبرى"، وتابع: "قبل بضعة أسابيع شهد لبنان أول (احتجاجات الجوع). فقد توقف كثير من اللبنانيين عن شراء اللحوم والفاكهة والخضراوات وربما يتعذر عليهم قريباً تحمّل ثمن الخبز".
كما أوضح دياب، الذي تولى منصبه هذا العام بدعم من جماعة حزب الله الشيعية وحلفائها، أن عقوداً من سوء الإدارة السياسية والفساد هي السبب في نقص الاستثمار في الزراعة.
وقال إن مرض كوفيد-19 والقيود التي فُرِضت لاحتوائه أدت إلى "تدهور كبير في الأزمة الاقتصادية، وأحدثت اضطراباً عميقاً في سلسلة الإمدادات الغذائية".
وتابع أن 80٪ من القمح اللبناني مصدره أوكرانيا وروسيا، لكن روسيا أوقفت الشهر الماضي صادرات القمح في حين أن أوكرانيا تدرس اتخاذ قرار مماثل.
تأتي تصريحات دياب في وقت يواجه فيه لبنان أزمةً شديدة حتى قبل تفشي مرض كوفيد-19 الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا. وهوت قيمة العملة المحلية بأكثر من النصف منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسط نقص في النقد الأجنبي.
كما ارتفعت معدلات التضخم والبطالة بشدة. وتخلف لبنان عن سداد ديونه السيادية في مارس/آذار.