بعد أسبوع واحد فقط من عودة ثلث طلاب المدارس الفرنسيين إلى مدارسهم، وفي أعقاب قرارات حكومية بالتخفيف من حدة إجراءات الإغلاق الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، انتشرت حالة من البلبلة في فرنسا بشأن نحو 70 حالة إصابة بفيروس "كوفيد 19" مرتبطة بالمدارس، بحسب ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية.
هذه الحالات من شأنها أن تضع الدولة أمام تحدٍّ جديد، خاصة فيما يتعلق بفتح المدارس، التي فتحت أبوابها الأسبوع الماضي، وعاد 150 ألف طالب ثانوي إلى فصولهم الدراسية، وذلك بعد أن خففت الحكومة مزيداً من القيود.
هذه الخطوة أثارت في البداية نوعاً من الارتياح، إذ أنهت الحكومة بهذا القرار التعليم المنزلي لمئات الآلاف من الآباء الفرنسيين المنهكين، والذين كان أكثرهم يعمل أيضاً من المنزل.
دق ناقوس الخطر: لكن وزير التعليم الفرنسي، جان ميشيل بلانكر، دق ناقوس الخطر يوم الإثنين 18 مايو/أيار 2020، عندما أخبر إذاعة RTL الفرنسية بأن عودة الطلاب للمدارس عرضت بعض الأطفال لخطر انتقال العدوى إليهم. وقال بلانكر إن المدارس المتضررة ستُغلق على الفور. فيما ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن 7 مدارس قد أُغلقت بالفعل شمالي البلاد.
لم يحدد بلانكر ما إذا كانت حالات الإصابة السبعين بفيروس كورونا قد رُصد انتشارها بين الطلاب أم المعلمين، إلا أنه قال إنه لما كانت فترة حضانة الفيروس تستغرق عدة أيام، فإنه "من المحتمل" أن تكون الحالات المصابة قد انتقلت إليها العدوى قبل إعادة فتح المدارس.
فيما قال بلانكر إن نحو 30% من الأطفال عادوا إلى مدارسهم. إلا أن الحكومة سمحت للآباء الراغبين في الإبقاء على أطفالهم في المنازل، بالاستمرار في ذلك.
من شأن هذا الموقف أن يسلط الضوءَ على الوضع غير المستقر الذي تجد الحكومة الفرنسية نفسها فيه، في غمار سعيها إلى طمأنة الجمهور بأن البلاد تمضي قدماً إلى مرحلة ما بعد الوباء، وفي الوقت ذاته، التفاعل بحكمة مع المستجدات لحماية الصحة العامة.
يُذكر أن فرنسا كانت قد أعادت فتح نحو 40 ألفاً من المدارس التمهيدية والابتدائية الأسبوع الماضي، مع تحديد عدد الفصول الدراسية بـ 15 طالباً فقط.
في السياق ذاته، تعيد فرنسا هذا الأسبوع فتح المدارس الإعدادية في المناطق "الخضراء" الأقل تأثراً بالفيروس، والتي لا تضم العاصمة باريس من بينها.
خطورة كورونا على الأطفال: الأطفال على الرغم من أن الفكرة المنتشرة حول أن الأطفال هم "وسائط انتقال مكثفة للعدوى" بشكل صامت أو دون ظهور أعراض عليهم، قد دُحضت إلى حد كبير في الدراسات الأخيرة، فقد سجلت فرنسا الأسبوع الماضي أول حالة وفاة لطفل مرتبطة بمرض كاواساكي، وهي متلازمة التهاب غير معروف مصدرها يقول بعض الأطباء إن فيروس كورونا قد يكون مسؤولاً عن تحفيزها.
كان الصبي البالغ من العمر 9 سنوات في مرسيليا واحداً من 125 طفلاً في فرنسا يعانون حالياً من المتلازمة النادرة.
وقد أبلغت السلطات الفرنسية عن 142.111 حالة إصابة بفيروس كورونا، و28.108 حالة وفاة.