قال خبراء إن أغطية ودروع الوجه الواقية يمكن أن تحمي العاملين ممن يختلطون بآخرين على مسافة قريبة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولكنها قد لا تمنع مرتديها من نشر الفيروس، الأمر الذي يستدعي البحث عن طرق فعالة أكثر لحماية البشر وتقليل انتشار العدوى بينهم عن طريق التواصل الاجتماعي.
خيار أفضل من الكمامة: تفرض الإجراءات الخطرة في المستشفيات ارتداء الطواقم الطبية لواقيات أو دروع الوجه إلى جانب الكمامات، وأشار أحد الآراء المنشورة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، الشهر الماضي، إلى أنها "قد توفر خياراً أفضل" من الكمامات القماشية المصنوعة في المنزل، التي تدعو المملكة المتحدة والعديد من الولايات الأمريكية لارتدائها.
في السياق ذاته، تقول ليندا بولد، أستاذة الصحة العامة بجامعة إدنبره، إنه توجد حاجة إلى البحث في الأشكال البديلة لحماية الوجه قبل التوصية بها للاستخدام العام، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 18 مايو/أيار 2020.
ترى ليندا أن ارتداء واقٍ يغطي النصف العلوي من الوجه لا ضرورة له، إلا إذا كنت تتواصل مع الناس من مسافة قريبة قد تعرضك للرذاذ المنبعث من فم أحدهم، "ونحن نعلم جيداً مدى فعالية هذا الرذاذ في حمل الفيروس".
تضيف قائلة: "لذا أتفهم رغبة بعض العاملين في أماكن مثل متاجر التجزئة وأماكن أخرى في ارتدائه، ولكن لا أعتقد أن هناك أي دليل قوي يوجب على الجمهور ارتداءه بصورة منتظمة. أهم شيء هو تغطية الفم والأنف".
كذلك رأت أستاذة الصحة أن "الكمامات التي يُنصح باستخدامها، على سبيل المثال، في وسائل النقل العام لا تهدف لحماية مرتديها، وإنما لحماية الأشخاص الآخرين. في حين أن الواقيات والمواد الأكثر صلابة هدفها حماية مرتديها من الرذاذ المنبعث من الآخرين".
ضرورة واقيات حماية العينين: يقول بيل كيفيل، أستاذ الرعاية الصحية البيئية في جامعة ساوثهامبتون، إن من مزايا واقيات الوجه حماية العينين، وسهولة ارتدائها وغسلها، ومنع الناس من لمس وجوههم، كما أنها خيار أفضل للأشخاص الذين يعانون من مشكلات تنفسية، مثل الربو، والذين يُنصحون بعدم ارتداء الكمامات في المملكة المتحدة.
أشار كيفيل إلى أن واقيات العينين ستوفر حماية أفضل لمن يرتديها، مضيفاً: "وربما -أقول ربما- تساعد في الحد من انتقال العدوى إلى الآخرين، لأن كل ما ينبعث منك لن يبتعد عن وجهك كثيراً".
فضلاً عن ذلك، يبدو أن الواقيات ودروع الوجه أسهل في صنعها من الكمامات الطبية والجراحية عالية المواصفات، مثلما دلل على ذلك عدد من جامعات المملكة المتحدة التي تصنعها بطرق مختلفة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وفي الولايات المتحدة، تصنعها شركات مثل أمازون وآبل ونايك وجنرال موتورز، وتقول أمازون إنه بعد تلبية احتياجات العاملين في مجال الرعاية الصحية، فستوفرها للشراء لجميع العملاء.