نشرت وسائل إعلام ليبية، الإثنين 18 مايو/أيار 2020، لقطات تُظهر لأول مرة دخول قوات حكومة الوفاق الليبية إلى قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية الواقعة غرب العاصمة طرابلس، وذلك بعد سيطرتها عليها وطرد قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر منها، ليمثل ذلك خسارة كبيرة له.
طائرات محترقة: قناة "فبراير" الليبية نشرت مقطع الفيديو الذي أظهر لحظة دخول قوات حكومة الوفاق للقاعدة، وأظهرت اللقطات آثار الضربات التي تعرضت لها القاعدة من سلاح الجو التابع للحكومة.
تظهر في الفيديو طائرات محترقة في القاعدة التي تبلغ مساحتها نحو 50 كلم مربعاً، والتي تعرضت لعشرات الغارات الجوية منذ بداية مايو/أيار 2020 من قِبل سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق.
كانت قناة "فبراير" قد نقلت عن الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، مصطفى المجعي، قوله إن "عملية تحرير الوطية هي بداية لعمليات عسكرية أوسع وأشمل".
أشار المجمعي، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، إلى أن السيطرة جاءت سريعة، و"ذلك نظراً لانسحاب أغلب الميليشيات التي كانت بداخل القاعدة (140 كلم جنوب غرب طرابلس)".
كانت الحكومة قد اعتبرت، في نهاية أبريل/نيسان 2020، أن "الوطية" أخطر القواعد التي يستخدمها المتمردون في عدوانهم على العاصمة، وعملت الدول الداعمة لحفتر على أن تكون قاعدة إماراتية، على غرار "قاعدة الخادم" بالمرج (شرق).
قاعدة استراتيجية: تُعتبر "الوطية" ذات أكبر بنية تحتية عسكرية من بين القواعد الليبية، حيث تستطيع القاعدة الجوية استيعاب وإيواء 7 آلاف عسكري، وبُنيت القاعدة على أساس التحصينات المحيطة بها (التضاريس الجغرافية)، بالإضافة إلى أن القاعدة تمتلك أكبر تحصينات خارجية بين القواعد الليبية.
تمثل القاعدة مركزاً للحشد وتهديداً لمدن الساحل الغربي، فضلاً عن أنها نقطة انطلاق الطائرات التي كانت تُغير على العاصمة طرابلس، قبل تحييدها، منذ إطلاق قوات الحكومة عملية "عاصفة السلام" في 25 مارس/آذار 2020.
تعد السيطرة على الوطية مهمة لتأمين مدن الغرب الليبي التي حررتها حكومة الوفاق، ولكنها أيضاً ذات أهمية بالغة للتفرغ لمعركة ترهونة، التي تمثل مفتاح هزيمة حفتر جنوبي طرابلس.