دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الإثنين 18 مايو/أيار 2020، قادة الجيش إلى الاستعداد القتالي لحماية أمن مصر القومي، وذلك في اجتماع حضره وزير الدفاع محمد زكي ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقائد المنطقة المركزية العسكرية.
وسائل إعلام مصرية نقلت على لسان السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن السيسي اطلع خلال الاجتماع، على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية الثلاثة الرئيسية على مستوى الجمهورية، وجهود القوات المسلحة لضبط الحدود وملاحقة العناصر "الإرهابية"، خاصةً في شمال سيناء وكذلك المنطقة الغربية.
اجتماع السيسي: يأتي اجتماع السيسي بقادة الجيش بعد ساعات فقط من إعلان القائد الأعلى للجيش الليبي فايز السراج، الإثنين، السيطرة الكاملة على قاعدة الوطية الجوية (غرب)، وشدد على أن هذا الانتصار "يقرِّبنا أكثر من يوم النصر الكبير".
جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، القائد الأعلى للجيش فايز السراج، قال فيه: "نعلن بكل فخر واعتزاز، تحرير قاعدة الوطية العسكرية"، وأضاف: "انتصار اليوم لا يمثل نهاية المعركة؛ بل يقربنا أكثر من يوم النصر الكبير بتحرير كافة المدن والمناطق والقضاء نهائياً على مشروع الهيمنة والاستبداد".
المنطقة الغربية: فيما تعد المنطقة الغربية العسكرية واحدة من أربع مناطق عسكرية للقوات المسلحة المصرية، والتي تقع بالقرب من الحدود الليبية ويقام فيها سنوياً مشروع الحرب التدريبي للقوات المسلحة.
وتمثل ليبيا لمصر أهمية قصوى باعتبارها جزءاً من الأمن القومي المصري، لكن السلطات المصرية تدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر جنباً إلى جنب مع الإمارات والسعودية في مواجهة حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
وسبق أن دعت كل من مصر والإمارات العربية المتحدة واليونان وقبرص الرومية وفرنسا، في 12 مايو/أيار 2020، الأطراف في ليبيا إلى "الالتزام بهدنة"، دون التطرق إلى هجمات ميليشيات الجنرال خليفة حفتر الدموية تجاه المدنيين.
بيان مشترك: جاء ذلك في بيان مشترك، الإثنين، عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الخمس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس. ولفت البيان إلى أن "الاجتماع تناول الأزمات التي تهدد السلام والاستقرار في شرق المتوسط".
أشار إلى أهمية تعزيز وتكثيف المشاورات السياسية بين تلك الدول، وذكر أن الوزراء "أعربوا عن بالغ قلقهم إزاء التصعيد والتحركات الاستفزازية المستمرة في شرق المتوسط".
وأعرب الوزراء عن أسفهم لتصاعد الاشتباكات والتوتر في ليبيا، لكنهم التزموا الصمت حيال الخسائر في صفوف المدنيين، من جراء هجمات حفتر على الأحياء السكنية بالعاصمة طرابلس في الآونة الأخيرة.
دعم حفتر: يشار إلى أن الإمارات ومصر وفرنسا واليونان، التي تعد من بين الدول الداعمة لحفتر عسكرياً ومالياً وسياسياً، لم تتطرق في بيانها المذكور إلى هجمات حفتر على العاصمة بأي شكل من الأشكال.
منذ 4 أبريل/نيسان 2019، تشن ميليشيات حفتر، المدعومة من دول إقليمية وأوروبية، هجوماً متعثراً للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر الحكومة.
رغم موافقته على هدنة إنسانية لمواجهة جائحة فيروس كورونا، فإن حفتر واصل هجومه، وهو ما اضطر الحكومة الليبية إلى إطلاق عملية عسكرية باسم "عاصفة السلام".
فيما مُنيت ميليشيات حفتر، خلال الأيام الأخيرة، بهزائم عسكرية كبيرة على أيدي قوات الحكومة، ضمن هذه العملية، وأبرزها خسارة مدن الساحل الغربي لليبيا حتى الحدود التونسية.