ستكون “أكثر فتكاً”.. الصحة العالمية: موجة ثانية من كورونا تنتظر أوروبا تشبه الإنفلونزا الإسبانية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/14 الساعة 20:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/14 الساعة 20:41 بتوقيت غرينتش
أمريكا البلد الأكثر تضرراً بالعالم بفيروس كورونا - رويترز

دعا كبير مسؤولي منظمة الصحة العالمية في أوروبا، الدول الأوروبية إلى الاستعداد لموجة ثانيةٍ أكثر فتكاً من فيروس كورونا، مؤكداً أن الفيروس لم ينتهِ بعد، على الرغم من قرار عدد من البلدان تخفيف إجراءات الإغلاق ورفع الحجر الصحي، بعد تراجع ملحوظ في أعداد الوفيات والإصابات، مؤكداً أن الوقت الحالي "للاستعداد، وليس للاحتفال".

في مقابلة حصرية مع صحيفة The Telegraph البريطانية، الخميس 14 مايو/أيار 2020، وجَّه الدكتور هانز كلوج، مدير المنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة العالمية، تحذيراً صارخاً للدول التي بدأت تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة.

لَم ينتهِ: وشدد الدكتور كلوج على أن بداية انخفاض أعداد الحالات المصابة بعدوى كوفيد-19 في دولٍ مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، لا تعني نهاية الوباء، كما حذَّر من أن مركز تفشي الوباء حالياً في أوروبا انتقل إلى الشرق، مع تزايد أعداد الإصابات في روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء وكازاخستان.

المتحدث نفسه اعتبر أن الدول مطالَبة باستغلال الوقت بحكمة؛ من أجل تعزيز وتقوية الأنظمة الصحية، وزيادة قدرات المستشفيات ووحدات الرعاية الأساسية والعناية والمركزية.

كما أوضح قائلاً: "دولٌ مثل سنغافورة واليابان، فهمت مبكراً أن الوقت غير مناسب للاحتفال. وهذا ما تفعله الدول الإسكندنافية، إنهم لا يستبعدون موجة ثانية من العدوى، ولكنهم يأملون أن تكون محلية التأثير يمكنهم تجاوزها بسرعة".

موجةٌ أكثر فتكاً: مدير المنطقة الأوروبية بمنظمة الصحة العالمية حذَّر أيضاً من أن الموجة الثانية قد تتزامن مع تفشي أمراض معدية أخرى.

يقول بهذا الخصوص: "ينتابني قلق شديد بشأن موجة مزدوجة قد نشهدها في الخريف المقبل، تتمثل في موجة ثانية من عدوى كوفيد-19 إلى جانب عدوى إنفلونزا موسمية أخرى أو الحصبة. منذ عامين، كان لدينا 500.000 طفل لم يحصلوا على جرعتهم الأولى من لقاح الحصبة".

فيما حذَّر عديد من الخبراء، من بينهم كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا كريس ويتي، من أن الموجة الثانية من الوباء ستكون أكثر فتكاً من الموجة الأولى، مستشهداً بجائحة الإنفلونزا الإسبانية 1918-1920.

عندما ظهرت الإنفلونزا الإسبانية لأول مرة في مارس/آذار 1918، كانت تشبه المرض الموسمي في كل أعراضها، ولكن عندما عادت أكثر شراسة وفتكاً في الخريف، تسببت في مقتل نحو 50 مليون شخص.

كما ساهمت حركة القوات العسكرية بنهاية الحرب العالمية الأولى في سرعة انتشار العدوى، التي شهدت أيضاً موجتين ثالثة ورابعة، ولكنهما لم تكونا شديدتي التدمير.

الحذر الشديد: في الحوار نفسه، قال دكتور كلوج: "نعلم من التاريخ أن الدول التي لا تتعرض بشكل قوي للموجة الأولى من الأوبئة قد تتعرض لموجة ثانية قوية. ما الذي سيحدث في إفريقيا وشرق أوروبا؟ معدلات الإصابة والوفيات في هذه الدول أقل من معظم الدول الأخرى، وربما تقول بعض هذه الدول إنها ليست مثل إيطاليا وما شابه، ثم بعد أسبوعين، ينفجر الوضع في تلك الدول! وللأسف قد تتعرض تلك الدول لموجة ثانية من الوباء، لذا ينبغي التعامل بمنتهى الحذر".

في الأسبوعين الماضيين، بدأت عديد من الدول تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة وفتح اقتصاداتها المغلقة والسماح باستئناف جزئي للحياة الطبيعية.

بهذا الصدد، يعتقد دكتور كلوج أن عدم وجود علاج أو لقاح حالياً يعني أن أي تخفيف في القيود المفروضة ينبغي أن يكون "تدريجياً وبحذر شديد"، مضيفاً: "يعتقد كثيرون أن الحظر انتهى، ولكن في الحقيقة لم يتغير شيء. يجب تطبيق آلية كاملة للسيطرة على المرض، وأن تكون هذه الرسالة واضحة للجميع".

كما عبَّر عن أمله أن تُظهر الأزمة الحالية أهمية الصحة وضرورة أن تكون على رأس أي أجندة سياسية، فما نراه الآن يؤكد لنا أنه "من دون صحة، لن يكون هناك اقتصاد من الأساس".

تحميل المزيد