كشف بحث أجرته منظمة WaterAid الدولية غير الربحية أنَّ واحدة من كل 6 ممرضات وطبيبات في العالم، لا يتوفر لها مياه ولا صابون في مكان العمل لغسل يديها، وهو ما يجلعهن معرضات للإصابة بفيروس كورونا، في وقت يحتاج فيه العالم للكوادر الطبية أكثر من أي وقت مضى مع استمرار الفيروس بحصد الضحايا.
خطر كبير على الحياة: يمثل غسل اليدين بالصابون خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا المستجد، مع تأكيد منظمة الصحة العالمية مراراً أنَّ "غسل اليدين المتكرر والصحيح" ضروري لتجنب العدوى.
لذلك ومن دون الغسل الجيد، يظل رذاذ الجهاز التنفسي، الناتج من سعال الشخص المصاب أو عطاسه، مستقراً على الأيدي ويمكن نقله لغير المصاب، ومن ثم، تواجه المراكز الصحية التي يعوزها الماء والصابون خطر أن تصبح بؤراً لتفشي الفيروس، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، الثلاثاء 12 مايو/أيار 2020.
كذلك وجد بحث جديد، تزامن صدوره مع اليوم الدولي للممرضات الموافق 12 مايو/أيار، أن ما يقرب من نصف جميع مرافق الرعاية الصحية في البلدان الأكثر فقراً غير متوفر بها مياه نظيفة، ما يعني أنَّ مليار شخص يبحثون عن رعاية طبية في أماكن لا تتوفر فيها مرافق الصرف الصحي الأساسية.
تحدٍّ كبير للكوادر الطبية: بالنسبة لساليماتا، عاملة رعاية صحية تبلغ من العمر 32 عاماً في دولة مالي، يمثل عجز المياه النظيفة أكبر تحدٍّ تواجهه، وتقول: "لا يمكننا أن نضمن استيفاء جميع معايير النظافة. بغض النظر عن مدى إصرارنا أنا أو الموظفين على ذلك، فبدون الماء الآمن دورنا محدود".
كذلك في ملاوي حيث لا تختلف الأمور، تواجه رودا فانداما، ممرضة وقابلة في مدينة نكوتاكوتا، نفس المشكلة، وتقول: "ليس لدينا ما يكفي من الصابون ليغسل الناس أياديهم جيداً. نحن بحاجة إلى ما يكفي من الإمدادات حتى نحمي أنفسنا ولكي لا تنتقل عدوى فيروس كورونا المستجد إلى العملاء الذين يأتون إلى هنا بمشاكل مثل الإصابات والأمراض الأخرى".
في حين تعتبر ممرضة وقابلة أخرى في مدينة نتشيسي بملاوي نفسها محظوظة للعمل في مركز يحتوي على حوضين لغسل اليدين وبهما صابون. ويوجد أحد الحوضين في جناح التوليد الذي يتعامل مع أكثر من 300 مريضة يومياً.
لكن تخشى هذه الممرضة من انتقال "كوفيد-19" إلى منطقتها: "بمجرد أن تصبح لدينا حالة واحدة من كوفيد-19، يمكن أن ينتشر بسرعة في المستشفى؛ لأننا لا نمتلك الموارد اللازمة"، مضيفةً: "هذا يصيبني بالقلق كل يوم. فقد رأيت عاملين صحيين آخرين يفقدان حياتهما في أثناء علاج المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا المستجد، وهذا يخيفني".
مشكلة ستُطيل أمد الجائحة: أمام هذا المشهد الصعب للعاملين في المجال الطبي، دعت منظمة WaterAid الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى التأكد من أنَّ جميع مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات لديها مياه نظيفة ومراحيض لائقة ونظافة جيدة.
تيم واينرايت، الرئيس التنفيذي للمؤسسة غير الربحية، قال إنه "للأسف، يُغفَل الدور الحيوي الذي تتمتع به النظافة الجيدة في منع المستشفيات من أن تصبح أرضاً خصبة للأمراض باعتبار ذلك جزءاً من الاستجابة العالمية لكوفيد-19".
أضاف واينرايت: "هذا يضع أرواح الأطباء والممرضين والمرضى في خطر، وسيتسبب على الأرجح في إطالة أمد الجائحة".
كورونا في العالم: تتفاقم معاناة العالم مع كورونا مع استمرار الفيروس في تسجيل إصابات ووفيات جديدة، وحتى الأربعاء 13 مايو/أيار 2020، وصل عدد الوفيات إلى نحو 292 ألفاً، بينما بلغ عدد الإصابات قرابة 4 ملايين و263 ألف شخص.
تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة البلدان الأكثر تضرراً من الفيروس حول العالم، تليها روسيا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا، وفقاً لما ذكرته جامعة جونز هوبكنز.