كشفت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 12 مايو/أيار 2020، عن تحد جديد يواجه العلماء الباحثين عن لقاح لفيروس كورونا المستجد، وقالت إن "فيروسات كورونا محيرة للغاية، ومن الصعب إنتاج لقاحات مضادة لها".
التصريحات المتشائمة للمنظمة تأتي بعد أن كشفت تقارير إعلامية الإثنين 11 مايو/أيار، توصل العلماء إلى أدلة تشير إلى حدوث تحورات في بعض سلالات فيروس كورونا، وهو ما يشير إلى احتمالية أن الفيروس يتكيف مع البشر بعد انتقاله إليهم من الخفافيش.
فيروس مخادع: متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية قالت في تصريحات، الثلاثاء، "لدينا أكثر من 100 لقاح تجريبي ضد "كوفيد-19″ لكن فيروسات كورونا مخادعة وإنتاج لقاح أمر صعب".
في المقابل أوضحت المنظمة أن بعض العلاجات تحدُّ فيما يبدو من شراسة أو فترة الإصابة بمرض كوفيد-19 التنفسي، وإنها تركز على معرفة المزيد بشأن أربعة أو خمسة من أبرز سبل العلاج الواعدة.
كما قالت المتحدثة مارغريت هاريس في مؤتمر افتراضي "لدينا بعض العلاجات التي يبدو وهي في المراحل المبكرة جداً أنها تحدُّ من خطورة أو طول المرض، لكن ليس لدينا شيء يمكنه أن يقضي على الفيروس أو يوقفه".
أضافت "تظهر بيانات ربما كانت إيجابية، لكننا بحاجة لأن نرى مزيداً من البيانات حتى نكون على يقين 100% ونحن نقول إن هذا العلاج أفضل من ذلك".
تعايش الفيروس مع الإنسان: قبل ذلك كشفت صحيفة The Guardian البريطانية أن العلماء توصلوا إلى أدلة تشير إلى حدوث تحورات في بعض سلالات فيروس كورونا، وهو ما يشير إلى احتمالية أن الفيروس يتكيف مع البشر بعد انتقاله إليهم من الخفافيش.
هذه النتائج جاءت بعد تحليل أجراه العلماء على أكثر من 5,300 جينوم لفيروس كورونا من 62 دولة، وأشارت إلى أنه رغم استقرار الفيروس إلى حد ما، فإنه اكتسب بعضها طفرات، منها طفرتان وراثيتان تغيران البروتين الشوكي أو بروتين الحَسَكَة spike protein الذي يستخدمه الفيروس لإصابة الخلايا البشرية.
لكنّ الباحثين في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة يؤكدون أن الطريقة التي تؤثر بها هذه الطفرات على الفيروس غير واضحة، لكن هذه التحورات نشأت بشكل مستقل في بلدان مختلفة، وهو ما قد يساعد الفيروس على الانتشار بسهولة أكبر.
ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف؟ سينتاب العلماء شعور بالقلق إذا نشأت طفرات أكثر شمولاً في البروتين الشوكي، لا لأنها قد تغير طريقة عمل الفيروس فحسب، ولكن لأن البروتين الشوكي هو الهدف الرئيسي للقاحات المتقدمة على مستوى العالم، وإذا تحور أكثر من اللازم فقد لا تفلح هذه اللقاحات معه.
أما العلاجات المحتملة الأخرى، مثل الأجسام المضادة الاصطناعية التي تستهدف البروتين الشوكي، قد تصبح أقل فاعلية أيضاً.
يقول هيبرد: "هذا إنذار مبكر. وحتى لو لم تكن هذه الطفرات ذات أهمية للقاحات، فقد تكون الطفرات الأخرى كذلك. ويتعين علينا الاستمرار في مراقبتنا للفيروس حتى لا ينتهي بنا المطاف إلى نشر لقاح لا ينجح إلا مع بعض السلالات".
يذكر أن دول العالم بكافة طاقتها تسابق الزمن للوصول إلى لقاح أو علاج، يضع حداً لتفشي الجائحة التي شلت الاقتصاد العالمي، وألحقت أضراراً كبيرة بمعظم دول العالم العظمى.