أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤتمره الصحفي حول فيروس كورونا بشكل مفاجئ، الإثنين 11 مايو/أيار 2020، بعد اندلاع جدل بينه وبين مراسلة أمريكية من أصول آسيوية، كانت تسأله عن انتشار كورونا بالولايات المتحدة، ليرد عليها بطريقة لاذعة مُذكراً إياها بمسؤولية الصين عن تفشي الوباء.
انزعاج ترامب: بينما كان ترامب واقفاً على المنصة، تلقى سؤالاً من الصحفية ويجيا جيانغ مراسلة شبكة "سي بي إس"، عن سبب إصراره بشكل مستمر على القول بأن الولايات المتحدة تقوم بعمل أفضل أكثر من أي بلد آخر عندما يتعلق الأمر بإجراء فحوص فيروس كورونا، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
تابعت سؤالها لترامب بالقول: "ما أهمية هذا الأمر؟ ولماذا هو بالنسبة إليك منافسة عالمية في حين أن هناك أمريكيين يخسرون حياتهم كل يوم، ونحن لا نزال نرى يوميا المزيد من الإصابات؟".
أجابها ترامب بأن "الناس يخسرون حياتهم في كل مكان في العالم"، ثم تابع بنبرة غاضبة: "ربما يجب أن توجهي هذا السؤال إلى الصين، لا تسأليني أنا، بل اسألي الصين هذا السؤال، وعندها ستحصلين على إجابة غير عادية للغاية".
لكن وبينما كان ترامب يعطي الإذن لمراسلة أخرى لتسأل، عادت ويجيان التي تعرّف نفسها بأنها من ويست فيرجينيا ومولودة في الصين لتوجه استفساراً آخر إلى ترامب "سيدي، لماذا توجّه إليّ هذا الكلام بشكل خاص"، في إشارة إلى كونها من أصول آسيوية، فردّ عليها ترامب: "أنا لا أقول لك هذا الكلام بشكل خاص، بل أقوله لكل شخص قد يسأل سؤالاً مشيناً مثل هذا".
ثم أعطى ترامب الإذن لمراسلة أخرى لتسأل في حين استمرت ويجيان بطلب إجابة عن تساؤلها، قبل أن ينتقل الرئيس إلى مراسلة ثالثة فوجئت بإنهائه مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ ومغادرته بينما كانت تهم بطرح سؤالها.
دعم الصحفية: كان التضامن سريعاً مع ويجيان على شبكة الإنترنت، حيث تصدّر الهاشتاغ الخاص بها "ادعموا ويجيان جيانغ"، وغرّد الناشط والممثل الأمريكي من أصل آسيوي جورج تاكي قائلاً :"أنا أقف إلى جانب ويجيان جيانغ ضد نوبات غضب ترامب العنصرية".
أما مراسلة "سي إن إن" آبريل ريان التي تعرضت سابقاً لنوبات غضب ترامب، فكتبت مخاطبة ويجيان: "أهلاً بك في النادي. هذا مثير للغثيان. إنها عاداته".
ولا يخفي ترامب كرهه للإعلام، وغالباً ما اصطدم كلامياً مع المراسلين خلال مؤتمراته الصحفية اليومية حول فيروس كورونا.
كورونا في أمريكا: تجاوزت الولايات المتحدة، الإثنين 11 مايو/أيار 2020، عتبة 80 ألف وفاة نتيجة فيروس كورونا المستجد، وفق تعداد لجامعة جونز هوبكنز، ما يمثل حصيلة مأساوية هي الأسوأ في العالم ويتوقع أن ترتفع بشدة خلال الأسابيع المقبلة.
أما على مستوى العالم، فقد وصل عدد الإصابات حتى صباح الثلاثاء 12 مايو/أيار 2020، إلى نحو 4 ملايين و178 ألف إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات 286,353.