في ظل أزمة كورونا التي تضرب العالم والتي أثرت على الدول الأوروبية بشكل كبير، يعاني مسلمو فرنسا من نفاد الأماكن المخصصة لدفن موتاهم بمقابر البلاد، خصوصاً مع ارتفاع ضحايا فيروس كورونا من المسلمين.
عبدالصمد أقراش، وهو رئيس جمعية "طهارة" الإسلامية بفرنسا قال: "في الحالات العادية يختار المسلمون دفن موتاهم هنا أو بالخارج، لكن ذلك بات غير ممكن مع تفشي كورونا"، مشيراً إلى نفاد الأماكن المخصصة لدفن المسلمين بالمقابر الفرنسية، كما أكد أقراش ضرورة حل هذه المشكلة بسرعة.
إذ إنه بسبب نفاد أماكن دفن المسلمين أصبح يُحتفظ بمئات من الجثامين إما بثلاجات حفظ الموتى أو المشارح.
مطالبات بالتدخل: لكن مع إغلاق الدول غير الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حدودها الوضع أصبح سيئاً حيث لا يمكن نقل موتى المسلمين للخارج باستثناء الموتى الأتراك.
حيث سمحت تركيا، رغم إغلاق حدودها جراء تداعيات كورونا، بجلب مواطنيها المقيمين بالخارج سواء لتلقي العلاج أو لدفن الموتى منهم.
المجلس الإسلامي الفرنسي طالب في وقت سابق الرئيس إيمانويل ماكرون بالتدخل لحل هذه المشكلة.
وحسب معطيات المجلس، "خصصت السلطات الفرنسية نحو 100 قبر للمسلمين في 300 مقبرة بعموم البلاد".
فيما أكد الرئيس الفرنسي لرئيس المجلس محمد موساوي، خلال اجتماع ضم وزير الداخلية كريستوف كاستانار عن طريق الفيديو "أن كل شيء سيتم القيام به للسماح بدفن المتوفين من جميع الأديان ووفق جميع الشروط المتعلقة بطقوسهم" شرط ألا تضر الأشخاص الأحياء، مضيفاً أنه سيتم "تنفيذها بالفعل بمساعدة مختلف الطوائف الدينية".
لا حرق للجثث: ولدى سؤال ماكرون عن الشائعات المتداولة حول عمليات حرق جثث ضحايا كورونا، طمأن الرئيس الفرنسي العائلات بأن مثل هذا الاحتمال مستبعد تماماً.
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دعا في بيانه جميع المسلمين بمن فيهم شركاؤهم أو الشخص الذي سيتولى مسؤولية دفنهم ولا يتبنى نفس المعتقدات في مسائل الدفن، للتعبير كتابةً وبحضور شاهدين عن رغبتهم في أن يتم دفنهم وفقاً للطقوس الإسلامية أو لا.
أما ماكرون فطالب ممثلي الديانات بمراعاة استحالة التجمعات في الأسابيع المقبلة بعدما تطرق المجلس إلى الاحتفال بمختلف الأعياد والشعائر الدينية في الحياة الدينية للمواطنين من جميع الطوائف، ومن بينها شهر رمضان الذي يحتفل به المسلمون.
كورونا في فرنسا: يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الإدارة العامة للصحة الفرنسية أن عدد الوفيات بفيروس كورونا عاود الارتفاع مع تسجيل وفاة 263 شخصاً خلال الـ24 ساعة الأخيرة بعدما تراجع، الأحد، إلى أدنى حصيلة يومية منذ بدء الحجر الصحي في 17 مارس/آذار.
وبهذه الحصيلة الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للوفيات في فرنسا بوباء كوفيد-19 إلى 26.643. لكن الضغط على قسم الطوارئ بالمستشفيات في انخفاض متواصل.
يُشار إلى أن فرنسا بدأت، الإثنين، الرفع التدريجي للحجر الصحي بعد 55 يوماً لوقف تفشي الفيروس.