انتشرت لقطات مصورة تظهر عدداً من الجثث المتروكة على أسرّةٍ بجوار مرضى فيروس كورونا، في أحد المستشفيات الواقعة في الهند، لتثير فزع البلاد وتكشف عن حجم المعاناة التي يشهدها النظام الصحي في بعض المناطق، للتعامل مع الوباء.
مشهد صادم: جاءت اللقطات من مستشفى "سيون" بمدينة مومباي، وأظهرت جثثاً ملفوفة بأغطية بلاستيكية سوداء، مرصوصة بجوار المرضى الذين يخضعون للعلاج، كما شُوهدت عائلات المرضى المترددين عليهم وهم يتحركون في جناح المستشفى، في حين ترقد الجثث على مقربة منهم، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 11 مايو/أيار 2020.
أثارت اللقطات حالة غضبٍ عامة، وفاقمت المخاوف التي سبق أن أبداها الكثير من الهنود من أن بعض ولايات البلاد قد تعاني تكدساً يفوق القدرة الاستيعابية لمستشفياتها إذا شهدت الحالات زيادة كبيرة، وذلك على الرغم من أن أرقام الإصابات الرسمية بفيروس كورونا، لا تزال منخفضة في البلاد، مقارنةً بحجم الإصابات في أوروبا والولايات المتحدة، لا سيما إذا استحضرنا عدد السكان الكبير.
يأتي ذلك في وقت بلغ فيه عدد الإصابات في الهند نحو 67152 حالة إصابة، و2206 حالة وفاة حتى 11 مايو/أيار الحالي.
المسؤولون يبرؤون أنفسهم: من جهته، ألقى مدير المستشفى برامود إنغال باللوم على أُسر المتوفين لامتناعهم عن أخذ جثامين ذويهم، وقال إن الجثث تركت في جناح المستشفى لأن المشرحة امتلأت عن آخرها.
أضاف إنغال أن القواعد لم توضح ما يجب أن يفعله المستشفى بجثث المتوفين التي لم يطالب ذووها بها، في حين تنص اللوائح على أن جثة المتوفى بفيروس كورونا يجب نقلها بعد 30 دقيقة من إعلان وفاته.
أُقيل مدير المستشفى إنغال في وقت لاحق، وقال المدير الجديد، الدكتور راميش بارمال، لصحيفة The Guardian إن "مثل هذه الأشياء لن تحدث مرة أخرى".
رأى بارمال أن "جوهر المشكلة هو توعية عائلات المرضى. إذا ساءت حالة المريض، سنأخذ الأقارب جانباً وننصحهم بعدم الخوف. هذه قضية تهم المجتمع بأكمله. يحتاج الناس إلى الوعي بالمرض ومعرفة أنه من الآمن استلام الجثمان، وأداء الشعائر الأخيرة. علينا أن نوعي الناس بكل ذلك".
أضاف بارمال أنه في حال رفضت الأسرة استلام جثمان ذويها، فسيذهب مسؤولو المستشفى إلى منازلهم لنشرح لهم كيف يمكنهم إقامة الجنازة للمتوفى بأمان، وإذا لزم الأمر، سنعرض عليهم بدلات ومعدات الوقاية الشخصية لارتدائها في الجنازة.
الحادثة تتكرر: وفي إشارة أخرى إلى اكتظاظ مستشفيات مومباي، بعد بضعة أيام فقط من انتشار لقطات مستشفى سيون، انتشرت صور مماثلة من مستشفى "كيم" بولاية مومباي، تظهر مرضى فيروس كورونا وهم يرقدون في نفس الجناح بجوار جثة مريض تُوفي بسبب الفيروس.
تعطي اللقطات المنتشرة من المستشفيات لمحةً عن مدى سوء المشاهد التي يمكن أن تظهر في المستشفيات في الولايات الأفقر بالبلاد إذا بدأ الفيروس في الانتشار إلى الريف، وقد هيمن الخوف بالفعل من الاضطرار إلى اللجوء إلى مستشفى متكدس بالمرضى على بعض القرى، حتى بات لا يكاد أي شخص يخرج من منزله.
عن ذلك، يقول بريم سينغ، رئيس مجلس إحدى القرى الواقعة من بهيمتال، بولاية أوتارخند: "نحن في حالة ذعر. إذا كانت أمريكا لم تستطع التأقلم، فما هي التسهيلات المتوفرة لدينا هنا لننجو نحن؟ لقد اعتقدت أن مستشفيات مومباي ستكون مجهزة للتعامل مع الحالات، فهي ولاية غنية، لكنني صُدمت من الصور التي رأيتها على شاشة التلفزيون. إذا أُصبنا بالفيروس، فليكن الله في عوننا!".