شهدت الساحات العراقية في محافظات وسط البلاد وجنوبها، تجدُّد الاحتجاجات الشعبية التي توقفت منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، من جراء تفشي فيروس كورونا، هذه الاحتجاجات تأتي بالتزامن مع تشكيل حكومة عراقية جديدة بقيادة مصطفى الكاظمي.
ساحة التحرير: وكالة الأناضول قالت الأحد 10 مايو/أيار 2020، إن قوات الأمن العراقية أغلقت جسر الجمهورية المؤدي من ساحة التحرير إلى المنطقة الخضراء، ومنعت عبور المدنيين منه؛ تحسباً لأي طارئ.
جاء ذلك بعد أن توافد مئات المتظاهرين إلى ساحة التحرير وسط بغداد، معلنين استئناف نشاطهم الاحتجاجي، ومطالبين بالكشف السريع عن قَتلة أكثر من 600 متظاهر، وإحالة الفاسدين إلى القضاء.
محافظات الجنوب: أما في محافظات ذي قار والمثنى وواسط والديوانية بجنوب العراق، فخرج مئات المتظاهرين إلى الشوارع معلنين استئناف النشاط الاحتجاجي، وسط إجراءات أمنية مشددة، بحسب شهود عيان ومحتجين.
بدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة والأحزاب النافذة في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وتخللتها أعمال عنف واسعة خلَّفت ما لا يقل عن 600 قتيل، وفق رئيس الجمهورية برهم صالح، ومنظمة العفو الدولية.
دعوات رفض: هذه المظاهرات جاءت بناءً على دعوات أعلنها عدد من تنسيقيات مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول في بغداد، تعبيراً عن رفضها التشكيلة الحكومية التي منحها البرلمان العراقي الثقة قبل يومين، برئاسة مصطفى الكاظمي.
حيث طالبت التنسيقيات المتظاهرين بالخروج والتجمُّع بميادين التظاهر، سواء في ساحة التحرير وسط بغداد أو بالمدن الأخرى في ساعات نهار الأحد، حيث تسمح السلطات للمواطنين بالحركة والتجول نهاراً فقط، ضمن إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا.
يأتي استئناف الحراك الشعبي، على الرغم من قرارات اتخذها رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، منها إطلاق سراح جميع موقوفي الاحتجاجات، وفتح تحقيق في مقتل متظاهرين، وإعادة قيادات أمنية مقالة إلى مناصبها.
احتجاجات العراق انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول واستمرت حتى منتصف مارس/آذار الماضي، قبل أن تتوقف بفعل حظر التجوال المفروض للحد من تفشي كورونا، لكن مئات المعتصمين لا يزالون في خيام بساحات عامة ببغداد ومحافظات أخرى.