أظهرت نتائج تجربة صغيرة جرت في هونغ كونغ أن توليفة من ثلاثة عقارات مضادة للفيروسات ساعدت في تخفيف الأعراض لدى المصابين بحالات بين خفيفة إلى معتدلة من مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، كما قلل الدواء بسرعة كمية الفيروس الموجودة في أجسامهم.
نتائج مبشرة: وقارنت هذه التجربة التي شملت 12 مريضاً بين مجموعتين، الأولى تم إعطاؤها العقار المركب من دواء لوبينافير (ريتونافير) الذي يستخدم في علاج مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، ودواء ريبافيرين المستخدم في علاج التهاب الكبد الوبائي، ودواء إنترفيرون بيتا المستخدم في علاج التصلب المتعدد، أما المجموعة الثانية فتناولت دواء نقص المناعة المكتسبة فقط.
نُشرت النتائج في دورية لانسيت الطبية، وبيّنت أن الأشخاص الذين حصلوا على الدواء المركب وصلوا إلى نقطة عدم اكتشاف الفيروس في أجسامهم في وقت مبكر.
كوك يونغ يوين، الأستاذ في جامعة هونغ كونغ الذي شارك في رئاسة البحث، قال إن " تجربتنا تظهر أن العلاج المبدئي لحالات كوفيد-19 التي تراوحت بين خفيفة ومتوسطة بالأدوية المضادة للفيروسات ربما يعجل بكبح كمية الفيروس في جسم المريض وتخفيف الأعراض وتقليص الخطر على العاملين في مجال الرعاية الصحية".
أضاف يونغ يوين أن تقليص الخطر على العاملين في مجال الصحة سيكون راجعاً إلى تأثير هذه التوليفة الثلاثية على "الفرز الفيروسي"، الذي يحدث عندما يكون بالإمكان اكتشاف الفيروس واحتمال إمكانية نقله، وفقاً لوكالة رويترز.
تجارب لإيجاد العلاج: تُضاف هذه التجربة إلى عدة تجارب أخرى تهدف إلى التوصل للقاح لفيروس كورونا، وفي أبريل/نيسان الماضي قالت منظمة الصحة العالمية إنه يوجد 70 لقاحاً لعلاج كورونا قيد التطوير على مستوى العالم، ويجري اختبار ثلاثة منها على البشر بالفعل.
وكالة Bloomberg الأمريكية أشارت إلى أن اللقاحات الثلاثة هي لقاح تجريبي طورته شركة CanSino Biologics Inc، المسجلة في هونغ كونغ، ومعهد بكين للتكنولوجيا الحيوية، أما اللقاحان الآخران اللذان يجري اختبارهما على البشر فهما علاجان طورتهما بشكل منفصل شركتا الأدوية الأمريكيتان Moderna Inc وInovio Pharmaceuticals Inc، وفقاً لوثيقة منظمة الصحة العالمية.
تشير المنظمة إلى أنه يتقدم تطوير هذه اللقاحات بسرعة مذهلة، حيث يبدو من المستبعد القضاء على هذا المرض المعدي بتدابير الاحتواء وحدها، ويأمل صُناع الدواء في اختصار الوقت الذي يستغرقه إطلاق لقاح في الأسواق -عادة من 10 إلى 15 عاماً تقريباً- ليصبح في غضون العام المقبل.
كورونا في العالم: مع عدم توصل العالم حتى الآن إلى علاج مُعتمد لفيروس كورونا، يواصل الفيروس تسجيل المزيد من الضحايا، فحتى صباح السبت 9 مايو/أيار 2020، وصل عدد المصابين بكورونا في أنحاء الأرض إلى نحو 4 ملايين شخص، بينما وصل عدد القتلى إلى نحو 275 ألفاً، وفقاً لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
تأتي الولايات المتحدة في قائمة البلدان الأكثر تضرراً بالفيروس في العالم، تليها إسبانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وألمانيا.