قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 7 مايو/أيار 2020، إن تقريراً لخبراء أمميين يراقبون الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا أكد وجود مرتزقة من مجموعة "فاغنر" الروسية وسوريين جاؤوا من دمشق لدعم خليفة حفتر.
الوثيقة التي تم تسليمها إلى مجلس الأمن الدولي في 24 نيسان/أبريل وحصلت وكالة فرانس برس على ملخص لها كشفت عن خلافات على الأرض بين مجموعة فاغنر الروسية وخليفة حفتر.
كما تحدث التحقيق الصادر في ديسمبر/كانون الأول عن وجود مجموعات مسلحة أجنبية قدمت من تشاد والسودان، في النزاع. لكنه لم يشر إلى مرتزقة روس.
لكن خبراء رصدوا وجود عسكريين خاصين من "تشي في كا فاغنر" في ليبيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018″. وأضاف تقرير الخبراء أن عدد هؤلاء "لا يتجاوز الـ800 إلى 1200" فيما لم يتمكن التقرير من التحقق بشكل مستقل من حجم انتشارهم.
الخبراء قالوا إن عناصر "مجموعة فاغنر الروسية يقدّمون دعماً فنياً لإصلاح مركبات عسكرية ويشاركون في عمليات قتالية وعمليات تأثير".
وهم يساعدون أيضاً حفتر في مجال "المدفعية ومراقبة الحركة الجوية وتزويدها بالخبرة في صدّ الهجمات الإلكترونية".
تقرير غير مسبوق للأمم المتحدة: يُشار إلى أنها المرة الأولى التي تؤكّد فيها الأمم المتحدة وجود مرتزقة في ليبيا تابعين لمجموعة فاغنر الروسية المعروفة بقربها من الرئيس فلاديمير بوتين.
فيما كشفت وسائل إعلام أمريكية، في وقت سابق من 2019، عن وجودهم، إذ أفادت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" بأنّ مرتزقة من فاغنر يشاركون في القتال الدائر في ليبيا، لكنّ حجم هذه المشاركة اختلف بين الصحيفتين، إذ قدّرت الأولى عدد هؤلاء المرتزقة بـ200 في حين قدّرت الثانية عددهم ابالآلاف.
أما موسكو فتنفي باستمرار أي ضلوع لها في وجود مرتزقة روس في ليبيا.
قوة داعمة لحفتر: فيما اعتبر الخبراء أنّ مشاركة هؤلاء المرتزقة "كانت بمثابة قوة مضاعفة" لقوات حفتر، إذ كتب في الملخص أن "الخبراء رصدوا أيضاً عسكريين خاصين من مجموعة روسكيي سيستيم بيزوباسنوستي (آر إس بي) وهم يؤمنون صيانة وإصلاح طائرات عسكرية".
أضاف أن تحقيقاً يجري في معلومات عن "انتشار في السادس من يناير/كانون الثاني 2020 في بنغازي (شرق) لأعضاء من المجموعتين العسكريتين الخاصتين موران سيكيوريتي غروب و"شيت سيكيوريتي غروب".
خلاف داخلي بين حفتر والجنود الروس: التقرير كشف كذلك عن خلاف بين ميليشات حفتر والجنود الروس قائلاً "المعلومات التي حصلت عليها مجموعة الخبراء تكشف أن علاقات العمل بين قوات حفتر ونظرائهم (المرتزقة) بدأت متوترة، وحتى بعد عام على الانتشار، ما زالت هناك خلافات مستمرة بين الطرفين".
فيما أكد الخبراء أيضا أن لديهم أدلة على نقل مقاتلين سوريين من دمشق إلى ليبيا.
وأوضح الخبراء في تقريرهم أنهم غير قادرين على تحديد المسؤولين عن تجنيد وتمويل المرتزقة الذين أرسلوا للقتال مع المشير المتقاعد حفتر.
تجنيد سوريين لصالح حفتر: كما أفاد التقرير إن "مجموعة الخبراء تحققت من أن العديد من هؤلاء المقاتلين السوريين تم نقلهم إلى ليبيا من سوريا عن طريق +أجنحة الشام+" وهي شركة طيران سورية خاصة مقرها دمشق.
مضيفاً أنه منذ الأول من كانون الثاني/يناير تم تسيير 33 رحلة جوية من قبل "أجنحة الشام للطيران". وكتب في الملخص أن "بعض المصادر على الأرض تقدر عدد المقاتلين السوريين الذين يدعمون عمليات المشير حفتر بأقل من ألفين".
فيما لم يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في تقرير عرضه على مجلس الأمن الدولي في 5 أيار/مايو وحصلت فرانس برس على نسخة أن روسيا أو سوريا هي مصدر هؤلاء المرتزقة.