كشف تقرير بريطاني جديد أنَّ السود والمنحدرين من أصول بنغالية وباكستانية أكثر عرضة للوفاة بمرض كوفيد-19، بواقع المثلين من البيض، حتى بعد وضع الفروق الاقتصادية والاجتماعية في الحسبان.
توافقت الإحصاءات مع تقارير في دول غربية أخرى، من فنلندا إلى الولايات المتحدة، تفيد بأن الجماعات العرقية من غير البيض كانت الأكثر تضرراً من فيروس كورونا المستجد، الذي أودى بحياة نحو 263 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.
الأقليات أكثر عرضة للوفاة: قال مكتب الإحصاءات الوطني التابع للحكومة في تقريره الجديد "خطر الوفاة المرتبطة بفيروس كورونا (كوفيد-19) بين بعض الجماعات العرقية أعلى بكثير منه بين البيض".
يشير علماء يدرسون الفيروس إلى فروق كبيرة في معدلات الوفاة بناء على السن والجنس والعرق، ويأملون في أن يحمل علم الوراثة مفاتيح من أجل تطوير أدوية أو لقاحات، لكن لا تزال هناك ثغرات كبيرة في المعرفة.
من دون أخذ مجموعة من العوامل في الحسبان مثل الفقر ومستوى التعليم والصحة، توصل المكتب إلى أن الذكور السود أكثر عرضة 4.2 مرة للوفاة المرتبطة بكوفيد-19، والإناث السود أكثر عرضة للوفاة 4.3 مرة من الإناث من العرق الأبيض.
أظهر النموذج المعدّل، بعد أخذ هذه العوامل في الاعتبار، أن الذكور والإناث السود أكثر 1.9 مرة عرضة للوفاة بالمرض من البيض.
لماذا هذا التفاوت؟ كما أوضح النموذج المعدل أن الذكور من العرقيّتين البنغالية والباكستانية أكثر 1.8 مرة عرضة للوفاة. أما الأفراد من المجموعة الصينية والعرقيات المختلطة فيواجهون مخاطر مماثلة للعرق الأبيض.
أضاف تقرير مكتب الإحصاءات أن "الفرق بين المجموعات العرقية في معدل الوفيات بسبب مرض كوفيد-19 يرجع في جانب منه إلى التفاوت الاجتماعي والاقتصادي وظروف أخرى، لكن جزءاً متبقياً من الفروق لم يتسن تفسيره بعد".
من جهته، حثّ ديفيد لامي النائب عن حزب العمال المعارض على إجراء تحقيق، في حين دعا رئيس بلدية لندن صادق خان، وهو من أصل باكستاني، لتسجيل العرق في شهادات الوفاة لتسليط مزيد من الضوء على الأمر.
عملهم في الخطوط الأمامية: في بريطانيا ثاني أكبر عدد من الوفيات بسبب فيروس كورونا في العالم بعد الولايات المتحدة، إذ سجلت أكثر من 32000 حالة وفاة.
وقال خان: "الأشخاص من أصول سوداء وآسيوية وأقليات عرقية يتأثرون بشكل غير متناسب بانتشار مرض كوفيد-19، ونحن بحاجة إلى إجراء عاجل للكشف عن المدى الحقيقي لهذا التفاوت". وقد تكون الوظيفة عاملاً في الوفيات غير المتناسبة.
يمثل العمال غير البيض أكثر من خُمس موظفي هيئة الصحة الوطنية، وهي نسبة أعلى مما هي عليه في القوى العاملة. وتعمل أكثر من اثنتين من بين كل عشر نساء من أصل إفريقي في سن العمل في الرعاية الصحية والاجتماعية.
كيف ردت وزارة الصحة؟ بينما وضع مسؤولو الصحة البريطانيون بالفعل البحث في التقسيم العرقي للوفيات على رأس أولوياتهم.
إذ قالت وزارة الصحة البريطانية في بيان رداً على بيانات مكتب الإحصاءات: "نحن على دراية بأن هذا الفيروس له فيما يبدو تأثير غير متناسب على الأشخاص المنحدرين من أصول سوداء وآسيوية… من الضروري أن نرصد المجموعات الأكثر عرضة للخطر، حتى يتسنى لنا اتخاذ الخطوات الصحيحة لحمايتها وتقليل تعرضها للخطر".