قال مصدر سياسي، الثلاثاء 5 مايو/أيار 2020، إن إيطاليا تعتزم منح تصاريح عمل لآلاف المهاجرين غير الشرعيين لمساعدة المزارعين خلال جائحة كورونا التي أوقفت تدفق العمالة الرخيصة الوافدة من الخارج.
لكن سرعان ما وجه ماتيو سالفيني زعيم التيار اليميني المعارض سهام النقد لهذه الخطوة الحساسة سياسياً التي سبق أن أوردتها وسائل الإعلام الإيطالية. وارتكز نجاح حزب سالفيني (الرابطة) على برنامجه السياسي المناهض بشدة للمهاجرين.
نقص اليد العاملة: حذرت جماعات الضغط الزراعية من أن إيطاليا ستضطر للتخلص من كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة بسبب عدم وجود عمالة كافية لجمع المحاصيل مما يعمق من أثر إجراءات عزل عام تكلف قطاع الغذاء حوالي 7.58 مليار دولار.
إذ توقف تدفق العمالة الموسمية التي تساعد في الزراعة بسبب القيود على السفر إلى إيطاليا منذ اكتشاف تفشي فيروس كورونا في فبراير/شباط. وأودى الفيروس بحياة أكثر من 29 ألف شخص في إيطاليا حتى الآن.
كما قال المصدر، وهو من وزارة الداخلية، لرويترز إن الوزيرة لوسيانا لامورجيز مستعدة لعرض تصاريح عمل مؤقتة على نحو 200 ألف مهاجر غير نظامي، لا يعملون حالياً أو يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، للعمل في الزراعة.
الزراعة الإيطالية في خطر: في وقت سابق قالت وزيرة الزراعة الإيطالية تيريزا بيلانوفا إن جني المحاصيل يواجه مخاطر بسبب تفشي فيروس كورونا، داعية إلى تنظيم إقامات وشؤون الأُجراء الأجانب العاملين في هذا المجال.
أضافت الوزيرة بيلانوفا في مقابلة مع صحيفة (لا ريبوبليكا)، حول وقع حالة طوارئ فيروس كورونا على القطاع الزراعي، أنه "يجب تعقيم أكواخ العمال في أحياء الصفيح التي أقاموها وتنظيم شؤونهم، من خلال إجراء عاجل، نظراً لنقص العمال الموسميين الأجانب الذي يهدد المحاصيل".
كما أوضحت الوزيرة المنتمية لتيار (إيطاليا حيّة) "أنا مرهقة من الناحية النفسية أيضاً، فيجب عليّ أن أخبر عشرات المزارعين الذين يتصلون بي بأن عليهم الاستمرار بالعمل، لأن عملهم ضروري".
حول خطر الافتقار إلى القوى العاملة في الحقول بسبب غياب العمال الموسميين الأجانب، أكدت بيلانوفا أن "بعض الأجراء قد عاد للعمل بينما لم يعد البعض الآخر". وأردفت "إنها فرصة لفهم أن النهوج الإيديولوجية ضد المهاجرين لا معنى لها".
أوضحت الوزيرة أيضاً أن "أكثر سلاسل الإنتاج عرضة للخطر هي كل تلك التي تكون فيها القوى العاملة الأجنبية حاسمة، ولا يشمل ذلك فقط ما يتعلق بالفواكه والخضر فقط، بل وحتى التربية أيضاً". وقالت "سأطلب ممن يتلقى دخل المواطنة (دعم الرفاه الاجتماعي)، القيام ببضع ساعات من الخدمة المدنية، في توزيع المواد على سبيل المثال".
تسوية وضعية المهاجرين: تهدف الخطوة كذلك لمكافحة فيروس كورونا. وقال المصدر "إذا سقط أحدهم مريضاً سنحتاج لفحصه ولا يمكننا القيام بذلك لو لم نكن نعرف حتى اسمه".
نحو 560 ألف من بين 6.2 مليون مهاجر كانوا يقيمون في إيطاليا في 2019 غير نظاميين وفقاً لأحدث تقرير سنوي لمؤسسة "إسمو" المختصة بشؤون المهاجرين.
إذ قال المصدر إن توفيق أوضاعهم ربما يرد في مرسوم أشمل يهدف إلى حفز الاقتصاد من المتوقع أن تقره الحكومة هذا الأسبوع.
اليمين المتطرف له رأي آخر: كتب سالفيني زعيم حزب الرابطة ووزير الداخلية السابق على تويتر يقول "يعملون على عملية تقنين ضخمة لأوضاع المهاجرين غير النظاميين.. (هذا) جنون، سنحاول إيقافهم بأي شكل".
غير أن موقف سالفيني يعتبر مألوفاً بالنظر إلى مواقفه وتصريحاته السابقة الصادمة، والتي وصلت حد دعوته لإغراق سفن المهاجرين غير الشرعيين في البحر الأبيض المتوسط.
هو الأمر الذي كلفه منصبه، عندما صوت البرلماني الإيطالي يوم 12 شباط/فبراير 2019، على رفع الحصانة عن زعيم حزب "الليغا" في قضية "غريغوريتي" عندما كان وزيراً للداخلية واتهم باحتجاز 131 مهاجراً غير شرعياً لأربعة أيام على إحدى السفن العسكرية، حتى رسوا يوم 31 آب/أغسطس 2019 بمدينة كاتانيا بصقلية.
حينها دافع سالفيني عن قراره وقال: إن "الدفاع عن حدود البلاد واجب للجميع، وإنه خلال فترتي كوزير للداخلية أنقذت آلاف الأرواح من الذين يموتون غرقاً بسبب الهجرة غير الشرعية"، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن هذا كله كان سبباً لنجاح حكومته آنذاك بتقليلها لعدد المراكب والأرقام تتحدث، حسب قوله.