إذا تغيَّر نمط نومك مؤخراً وبتَّ تشعر أنك تحلم أكثر من المعتاد، يمكنك إلقاء اللوم على أزمة فيروس كورونا وتدابير الحجر المنزلي التي اتبعها العديد من الدول حول العالم.. كيف؟
دراسة جديدة أجرتها كلية كينغز البريطانية ستجيبك عن هذا التساؤل:
فيروس كورونا يؤثر على نمط أحلامنا
يعتقد بعض الباحثين أن خطر الفيروس الذي يلوح في الآفاق ربما يؤثر على طبيعة أحلامنا، وذلك استناداً إلى استبيان أجرته كلية كينغز لندن.
وفقاً للاستبيان، فإن 62% من الأشخاص في المملكة المتحدة يحصلون على القدر نفسه من النوم، إن لم يكن أكثر مما كانوا يحصلون عليه قبل بدء تطبيق إجراء تدابير التباعد الاجتماعي الأكثر صرامة في 23 مارس/آذار.
ومن الوارد جداً أن المملكة المتحدة ليست الوحيدة، إذ يرجح الباحثون أن أغلب الملتزمين بالحجر المنزلي لم تنقص ساعات نومهم بعد الحجر، ومن المحتمل جداً أن تكون قد زادت، وهذا يعني أننا بذلك نفسح مجالاً للمزيد من الأحلام.
إذ إننا بالغالب نحلم أكثر خلال هذه الأزمة ونتذكر أحلامنا كذلك بشكل أكبر، وفقاً لما يقول مارك بلاغروف، وهو طبيب نفسي في جامعة سوانسي، بالمملكة المتحدة.
لماذا نحلم أكثر في ظل أزمة كورونا؟
عندما ننام لفترة أطول، فهذا يعني أننا نتعرض لفترة النوم التي تسيطر عليها "حركة العين السريعة" بشكل أكبر.
وخلال تلك المرحلة من النوم تحديداً نشاهد معظم أحلامنا، وفي ظل الحجر المنزلي لا يوجد حاجة للاستيقاظ مسرعين يومياً كي لا نتأخر عن العمل، وبالتالي من المحتمل أن معظمنا بات يستيقظ دون الحاجة لاستخدام المنبه.
ومن المعروف أن الاستيقاظ الطبيعي ينتج أحلاماً أطول، كما يقول بلاغروف.
في الوقت نفسه، يمكن للقلق أن يؤدي إلى اضطراب النوم، مما يؤدي إلى المزيد من الصحوات.
وعندما تستيقظ من مرحلة نوم حركة العين السريعة، من المحتمل جداً أن تتذكر الحلم الذي كنت تحلم به.
الأحلام: علاج للقلق والمشاكل العاطفية
من المحتمل أيضاً أن يتأثر محتوى ونمط أحلامنا بأزمة الفيروس.
يقول بلاغروف: "من المرجح كثيراً أن أحلامنا تجسد ذكريات من اللحظات المؤثرة الأخيرة من حياتنا اليقظة".
يقول راسل فوستر، وهو عالم أعصاب متخصص بجامعة أكسفورد: "من المعتقد أن الأحلام هي طريقة الدماغ لحل مشكلاتنا العاطفية، وكلما أصبحنا أكثر قلقاً، صارت صور الأحلام أكثر حيوية. بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر، قال الكثير من مواطني نيويورك إنهم راودتهم أحلام بأنهم يغرقون في موجة عاتية أو يتعرضون للهجوم والسرقة".
تدعم دراسة بلاغروف تلك الفكرة القائلة إن وظيفة الأحلام هي معالجة عواطفنا وذكرياتنا، التي تعمل في الواقع بوصفها علاجاً طوال الليل.
تنطوي نظرية أخرى على أن الأحلام تساعد أيضاً في تهيئتنا للشدائد.
تقول كاتجا فالي، عالمة الأعصاب الإدراكية في جامعة توركو بفنلندا: "تتوقع نظرية محاكاة الخطر أنه عندما نواجه التهديدات ونشعر بالخوف، تبدأ آلية إنتاج الأحلام في محاكاة تلك المخاوف والقلق في أحلامنا".
وتشير دراسة بلاغروف إلى أن التحدث عن أحلامك يمكن أن يخفف من الضيق، ويؤدي إلى المزيد من التعاطف والترابط الاجتماعي.
تشير الأدلة إلى أنه من الجيد التحدث عن أحلامك. ويقول فوستر: "لا تقلق بشأن أحلامك. اطمئن بسبب حقيقة أن دماغك يفعل ما ينبغي عليه فعله".
تقول فان دير هيلم إن بعض الدراسات تشير إلى أن النساء قد تراودهن أحلام انفعالية متكررة أكثر من الرجال، لكن لم يكن هناك بحث كثيرة كافية في هذا الاختلاف المحتمل بين الجنسين.
وتضيف فان دير هيلم أن الشيء المهم هو عدم ضبط المنبه في الصباح، حتى لا تقطع مرحلة نوم حركة العين السريعة.