تحولت حياة ماتشي بيناسي، الجندية الاحتياطية في الجيش الأمريكي، إلى كابوس، بعدما وقعت ضحية ادعاءات على شبكة الإنترنت تقول إنها "المريض صفر" بفيروس كورونا، وهو الأمر الذي جعلها عرضةً للتهديدات التي وصلت إلى حد التلويح بقتلها، والعيش بقلق دائم، لاسيما أن مروّجي نظريات المؤامرة عن الفيروس لا يزالون يتحدثون عنها.
مزاعم بلا دليل: صحيفة The Times البريطانية، قالت الأحد 3 مايو/أيار 2020، إن الادعاءات ضد ماتشي تروّج لأنها الشخص الذي جلب المرض من أمريكا إلى ووهان في الصين -البؤرة الأولى لتفشي كورونا بالعالم- وذلك عندما شاركت في دورة الألعاب العسكرية العالمية في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
تبنّى هذا الزعم، الذي لا يستند إلى أي دليل، المؤمنون بنظريات المؤامرة ووسائل الإعلام الصينية الحكومية، على السواء، وعلى الرغم من عدم إصابتها بمرض كوفيد-19 على حد علمها، تجد ماتشي نفسها محاصرة على شبكة الإنترنت عن طريق المتصيدين، وتتلقى التهديدات وتعيش في حالة خوف.
هذا الحال الذي وصلت إليه ماتشي جاء بعدما نُشر عنوانها على الإنترنت، وكانت دائماً محل نقاش في منتديات الإنترنت الصينية، حيث تنتشر التكهنات حول ما إذا كان فيروس كورونا بدأ في الولايات المتحدة.
أخبرت ماتشي شبكة CNN الأمريكية في مقابلة، وقالت "إنه أشبه بالاستيقاظ من حلم والعيش في كابوس يوماً بعد يوم". وكانت هذه المقابلة الظهور الوحيد لها من الاختباء؛ كي تتحدث إلى وسائل الإعلام.
مروّجو الادعاءات: تعمل ماتشي لصالح الحكومة هي وزوجها مات، وهو ضابط متقاعد في القوات الجوية، إذ إنها موظفة مدنية في قاعدة فورت بلفوار التابعة للجيش الأمريكي بولاية فرجينيا، بينما يعمل مات موظفاً مدنياً في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
أوضحت ماتشي: "لا أعرف إطلاقاً [إذا كان شخص ما] سيأتي إلى منزلي ويظن أنني فعلت هذا. يدور هذا في ذهني في بعض الأوقات، فأذهب فقط إلى مساحتي الخاصة الصغيرة. لكننا سوف نتجاوز هذا".
كان المتهم الرئيسي في تلفيق هذه الاتهامات لماتشي هو أحد المؤمنين بنظرية المؤامرة الأمريكيين، ويدعى جورج ويب. فقد نشر في شهر مارس/آذار فيديوهات على قناته بموقع يوتيوب، التي يتابعه فيها 97 ألف شخص، تربط الفيروس بظهورها في دورة الألعاب العسكرية بووهان.
بعد نشر الفيديو طالب أنصار نظرية المؤامرة والمعلقون في موقع يوتيوب بـ"إعدامها رمياً بالرصاص".
كانت معاناة ماتشي كذلك من الأضرار الجانبية للمعركة الجيوسياسية على الفيروس بين الولايات المتحدة والصين، حيث منحت صحيفة The Global Times، وهي صحيفة صينية حكومية المصداقية لنظرية ويب التي لا أساس لها.
أصل كورونا: على الرغم من أنه حتى الآن لم يتوصل العلماء بشكل قطعي إلى معرفة أصل الفيروس، فإن ترجيحات تشير إلى تسربه من سوق لبيع الحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية، والتي مثلت البؤرة الأولى في العالم لانتشار الفيروس.
زاد من الاتهامات والضغوط على الصين ما ذكرته تقارير وسائل إعلام غربية، ومن بينها صحيفة "واشنطن بوست"، عندما تحدّثت عن تحذيرات من مسؤولين أمريكيين زاروا مختبراً لعلم الفيروسات في ووهان، وحذروا منذ العام 2018 من إمكانية تسربه بسبب عدم مراعاة ظروف الأمان في العمل داخل المختبر.
كانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية قد كشفت أيضاً، الأربعاء 15 أبريل/نيسان 2020، أنها حصلت على وثائق داخلية من الصين تُظهر أن بكين تأخرت 6 أيام حاسمة قبل أن تحذر العامة من انتشار كورونا، وأنه في الوقت الذي قررت فيه الصين الإعلان عن الفيروس كان الأخير قد بدأ في التفشي على نطاق واسع، الأمر الذي أدى إلى انتشاره حول العالم وقتله لأعداد ضخمة من الناس.
اكتسبت كل هذه التوقعات زخماً عندما لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى معاقبة الصين بسبب مسؤوليتها عن انتشار الفيروس، وبعدما بدأت الاستخبارات الأمريكية بالفعل التحقيق فيما إذا كان فيروس كورونا قد تم تسريبه من مختبر ووهان.