جددت الدول المغاربية، تونس، الجزائر والمغرب، السبت 02 مايو/أيار 2020، رفضها التام لأي حلول للأزمة الليبية خارج الشرعية الدولية، وذلك بعد أيام قليلة من خطوة المشير خليفة حفتر، الذي نصب نفسه حاكماً للبلاد، ضارباً بعرض الحائط "اتفاق الصخيرات".
الإعلان، جاء خلال محادثتين هاتفيتين، الأولى جمعت بين الرئيس التونسي ونظيره الجزائري، فيما كانت الثانية بين وزير الخارجية التونسي ونظيره المغربي.
إجماع مغربي تونسي: ذكر بلاغ للخارجية التونسية، أن وزير الشؤون الخارجية في البلاد، نور الدين الريّ، قد أجرى السبت، مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، "تطرق خلالها الجانبان إلى علاقات الأخوة والتعاون الوطيدة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وسبل الارتقاء بها قدماً في مختلف المجالات".
كما تناولت المكالمة، حسب نفس البيان تطورات الوضع في ليبيا، حيث أكد الجانبان على أهمية إيجاد حل سياسي توافقي للأزمة في هذا البلد الشقيق يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما من شأنه أن يضمن وحدة ليبيا وأمن واستقرار شعبها الشقيق.
جاء في البلاغ كذلك، أن الوزيرين، تبادلا أيضاً وجهات النظر بخصوص تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية ولاسيما جائحة فيروس كورونا العالمية وجهود البلدين لاحتواء تداعياتها الصحية والاقتصادية.
تونس ترفض تقسيم ليبيا: الخميس، أعربت تونس، عن رفضها لأي تقسيم لليبيا، مجددة تمسكها بالشرعية الدولية والحل الداخلي، دون تدخل خارجي.
جاء ذلك في اجتماع عقده الرئيس التونسي قيس سعيد، مع كل من رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، ووزراء العدل ثريا الجريبي، والدفاع عماد الحزقي، والداخلية هشام المشيشي، والخارجية نورالدين الري، إلى جانب عدد من الكوادر الأمنية والعسكرية، في قصر الرئاسة بقرطاج.
وفق بيان صادر عن الرئاسة التونسية، أكدت تونس أنها "ترفض أي تقسيم للشقيقة ليبيا مهما كان الشكل الذي يمكن أن يتخذه هذا التقسيم."
كما جددت تونس "تمسّكها بالشرعية الدولية، مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة أن يكون الحل ليبياً- ليبياً دون أي تدخل أجنبي، لأن القضية هي قضية الشعب الليبي وليست مسألة دولية."
مقترح جزائري: الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أعلن الجمعة، أن بلاده كادت أن تطلق مساراً لحل الأزمة الليبية، لكن جهات لم يسمّها عطلت هذا الحل لـ"حسابات سياسية".
جاء ذلك في معرض رد تبون على سؤال بشأن تعليقه على التطورات الأخيرة في ليبيا، خلال مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي.
تبون قال: "كنا قاب قوسين أو أدنى من الحل في ليبيا وإطلاق عملية سياسية.. لكن فشلت المساعي (..)".
كما أضاف: "هناك من عطل الجهود الجزائرية، لأنه يعتقد أن ذلك سيكون نجاحاً دبلوماسياً وبروزاً لها في المنطقة، حتى إفشال تعيين وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة مبعوثاً أممياً في ليبيا كان في هذا السياق، لأن تجربته كانت ستساهم في الحل".
بخصوص تصور بلاده للحل في ليبيا، قال: "اقترحنا مجلساً أعلى يجمع الفرقاء تنبثق عنه حكومة توافق لتبدأ العملية السياسية"، مشيراً إلى أن "كل القبائل الليبية قبلت الحل الجزائري".
الرئيس الجزائري، شدد على أن بلاده لن تتخلى عن ليبيا "نحن في رمضان وأشقاؤنا يتقاتلون ولا واحد يسعى لمعالجة وباء كورونا، هناك خراب في خراب من أجل السلطة وإن شاء الله هؤلاء يرجعون لوعيهم (..) هناك بوادر سيئة جداً وإذا لم تطفأ النار ستأتي على الأخضر واليابس".
قمة مغاربية عن بعد: في هذا السياق، دعا الباحث التونسي حبيب حسن اللولب، رئيس جمعية البحوث والدّراسات من أجل اتحاد المغرب العربي أستاذ متخصّص في التاريخ الحديث والمعاصر، إلى قمة مغاربية عن بعد، من أجل معالجة مجموعة من الملفات التي تهم المنطقة، أبرزها أزمة فيروس كورونا، والملف الليبي.
ففي مقال له نشرته صحيفة "هسبريس" المغربية، قال الباحث التونسي إنه من بين أهمّ القضايا التي يجب أن تتطرّق لها هذه القمة المغاربية "الحرب والمصالحة في ليبيا، والتدخلات الخارجية فيها والتهديد بتقسيمها، وإعادة بناء وتفعيل هياكل مؤسسة اتحاد المغرب العربي، وبناء جسور جديدة للتواصل والثقة والترميم، وتحسين العلاقات بين الدول المغاربية".
الباحث نفسه، ذكر أنه من المقاصد الأساسية لتنظيم هذا الموعد إعادةُ الثقة بين القادة المغاربيين، وإعادة الاستقرار إلى ليبيا، وإبعاد شبح الحرب الإقليمية أو العالمية والتقسيم عنها، وفتح الحدود، وتنشيط المبادلات التجارية، وإعادة شبكة النقل الحديدية والبرية والبحرية إلى سالف نشاطها، وتحسين شروط المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وتقوية التعامل مع الدول الإقليمية، واستثمار طريق الحرير مع الصين، والتّموقع في السوق الإفريقية الواعدة".