الصين تطلق “ثورة” على موائد الطعام.. هل ينهي كورونا ثقافة الأكل الجماعي في العالم؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/02 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/02 الساعة 17:56 بتوقيت غرينتش
المطبخ الصيني رويترز

أطلقت الحكومة الصينية "ثورة موائد الطعام"، الرامية إلى التشجيع على التقليل من تناول الطعام بشكل جماعي، خاصة في المطاعم والأماكن العام، باعتبار ذلك وسيلة لخفض معدلات الإصابة بمرض كوفيد-19 من خلال تقليل التواصل الجسدي المباشر، فيما يرتقب أن تغير الجائحة أيضا عادات الطعام في العديد من البلدان الأوروبية والعالمية، تنزيلاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار الفيروس.

حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، السبت 02 مايو/أيار 2020، فإن تفشي فيروس كورونا، دفع السلطات الصينية إلى الضغط من أجل إحداث "ثورة موائد الطعام" الرامية إلى تغيير التقاليد الراسخة المتمثلة في التناول الجماعي للطعام، مثل ذلك المعروض في وجبات حي بايبوتينغ، حيث يأخذ الأشخاص طعامهم من أطباق مشتركة باستخدام عيدان الطعام الخشبية الخاصة بهم.

ثورة على التقاليد: السلطات الصينية، أطلقت حملة قوية لإقناع الصينيين باستخدام أدوات خاصة لتقديم الطعام تُعرف باسم عيدان تناول الطعام العامة (gongkuai) أو الملعقة العامة (gongshao). 

يشجع المسؤولون أيضاً على تقديم حصص طعام منفصلة بدلاً من تناول الطعام بـ "النمط العائلي"، حيث يتشارك الجميع الكثير من الأطباق.

فقد تم تعميم استخدام أدوات تقديم الطعام الفردية، ومنع ظاهرة غمس الطعام في وعاء صلصة مشترك، وحتى اللجوء إلى حصص الطعام الفردية بدلاً من الوجبات العائلة المشتركة، في إطار خطة حكومية لوضع إجراءات السلامة.

إلا أن تقاليد المطاعم في هذا البلد، التي يتشبث بها الملايين من الصينيين، والتي تتألف من طاولة مليئة بأصناف متنوعة ومُشتَركة لدرجة الحاجة إلى تدوِّير الطاولة إذا كان شخص يريد الالتفاف حولها، ستجعل مهمة التناول الفردي للطعام أمراً صعباً للغاية.

مهمة صعبة: خلال عامي 2002 و2003، كانت هناك مبادرة مماثلة، بعد تفشي وباء "سارس"، لكنها سرعان ما تلاشت.

الصعوبة والتحدي الأكبر، يكمنان في كون تقاسم الطعام يعتبر جزءاً أساسياً من الحياة الاجتماعية في الصين ويمثّل دلالة على المودّة.

كيو إدوارد وانغ، مؤلف كتاب Chopsticks: A Cultural and Culinary History: يعتقد أن العقبة الأساسية لهذا الأمر تتمثل في "المفهوم التقليدي بأننا يجب أن نشرب معاً ونأكل معاً بدون أي مسافة".

كما يضيف أيضاً: "هذا النوع من المفاهيم متجذر في المجتمع الصيني وكذلك حول العالم".

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن مشاركة الطعام كانت إحدى طرق انتقال الفيروس في الصين، خاصة بين الأسر شكّلت 85٪ من مجموعات العدوى في مقاطعة قوانغدونغ ومقاطعة سيتشوان.

في أوروبا أيضاً: سيقاوم المطبخ كثيراً من أجل التكيف مع هذا الوضع الجديد في ظل جائحة فيروس كورونا. 

اشتهرت عادة تناول الأشخاص للطعام بمفردهم التي تُعرف باسم الخدمة الروسية، في العقد الثاني من القرن التاسع عشر في أوروبا القاريّة (رغم وصولها إلى بريطانيا بعد ذلك بكثير) وكانت في الأساس طريقة لإثبات مدى ثراء الشخص (لأنها تظهر مدى استطاعته تحمل تكاليف الخدم؛ إذ يتطلب الأمر الكثير من العاملين لإحضار الأطباق لشخص واحد في نفس الوقت).

بسهولة، وبسبب الاستهواء العاطفي للتباهي، اختفى نمط الخدمة الفرنسية الذي ظهر قبل النمط الروسي، وهو عبارة عن طاولات مليئة بصحون يتقاسمها الجميع.

في هذا القرن، عاد الطبق الضخم إلى الصدارة مجدداً، ازدهرت المقبِّلات الإسبانية وانتشرت تقاليدها -الكثير من الأطباق الصغيرة التي يتشاركها الجميع- عبر العديد من المطابخ المختلفة في أنحاء العالم. 

يمتلك المطبخ الإيطالي تقاليده الخاصة بالمقبلات التي يمكن تقاسمها، ففي السابق طلب أي شيء لفرد واحد فقط يدل على تدنٍ شديد في الطبقة الاجتماعية، بإيطاليا.

تحميل المزيد