أكدت إدارة سجن في مدينة ماناوس البرازيلية، واحدة من أكثر المدن في البلاد تضرراً بانتشار فيروس كورونا، السبت 02 مايو/أيار 2020، إقدام نزلاء في السجن على احتجاز سبعة من حراسه رهائن، لينضاف هذا الحادث إلى إلى سلسلة أعمال العنف التي شهدتها سجون المنطقة في السنوات الأخيرة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
يأتي هذا التمرد، في الوقت الذي يجتاح فيه وباء فيروس كورونا ماناوس حيث تدفن السلطات المتوفين بالمرض في مقابر جماعية، وتحذر السكان من حدوث أزمة قريباً في النعوش.
شكوى من الحرارة: حسب نفس الوكالة، فإنه لم يعرف على الفور سبب تمرد السجناء، وارتكابهم أعمال العنف هاته، لكن قنوات تلفزيونية بثت مقطع فيديو، يظهر فيه سجين يشتكي من ارتفاع درجة الحرارة وتعطل الكهرباء.
من جانبها، قالت إدارة السجن إن السجناء كانوا يطالبون بحضور صحفيين وحقوقيين إلى السجن.
أما بخصوص الضحايا، فلم يتم إعلان سقوط أي قتلى أو جرحى سواء من السجناء أو من حراس السجن.
فيما انتشرت صورة احتجاز السجناء، الذين تظهر ملامحهم بشكل واضح، لأحد الحراس، بشكل واسع في البرازيل وخارجها، ما أثار حالة من الرعب، واستنفر قوات الأمن في المدينة.
إطلاق نار ودخان: حسب صحيفة "إستاداو" البرازيلية، السبت، فإن التمرد انطلق على الساعة السابعة صباحاً بتوقيت البرازيل، بالتزامن مع تقديم وجبة الفطور للنزلاء.
الصحيفة نفسها أكدت أيضاً، وفق مصادرها الخاصة، أنه تم سماع إطلاق نار منذ فجر اليوم، قبل أن "تقوم عصابتان اثنتان في السجن بإثارة أعمال العنف والتمرد والفوضى، أخذوا في البداية سجينين اثنين، ثم ارتفع العدد إلى سبعة رهائن".
كما أكدت الصحيفة أيضاً، أنه يمكن سماع الصراخ ورؤية الدخان من خارج أسوار السجن.
إلى ذلك، باشرت قوات الأمن الخاصة بالسجون، بالإضافة إلى قوات الأمن التابعة للشرطة العسكرية في مدينة ماناوس، تدخلها في العملية ومفاوضاتها مع السجناء المتمردين، فيما لم يتم لحد الآن تحرير الرهائن.
حادث مماثل: كما شهدت فنزويلا، الجمعة 1 مايو/أيار، أعمال عنف وتمرد مماثلة، لكن أكثر دموية، بعد أن حاول بعض السجناء الفرار، إذ قالت منظمة حقوقية في فنزويلا، إن أعمال شغب في سجن بولاية بورتوجيسا بغرب البلاد قد أسفرت عن مقتل 46 شخصاً على الأقل وإصابة 60 آخرين.
بياتريس جيرون، مدير المرصد الفنزويلي للسجون الذي يدافع عن حقوق السجناء، قال إنه تم التعرف على 46 جثة بعد الحادث الذي وقع أمس الجمعة في إصلاحية لوس يانوس.
على غرار البرازيل، فإن السجون في فنزويلا تشتهر بارتفاع مستويات العنف وسوء أحوالها.
من جانبها، قالت وزيرة السجون، إيريس فاريلا، لصحيفة محلية، إن العنف اندلع بعد محاولة هروب وإن مدير السجن أصيب بالرصاص. ولم تقدم الوزيرة رقماً للوفيات ولم ترد وزارة الإعلام الفنزويلية على طلب للتعليق.
هذا في الوقت الذي تؤكد فيه النائبة المعارضة، ماريا بياتريس مارتينيز، بأن العنف وقع عقب منع دخول وجبات الطعام التي يأتي بها أقارب النزلاء عادة في الزيارات.
إذ أن القيود على الزيارات جزء من جهود الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا في السجون المكتظة داخل البلاد.
ظاهرة لاتينية: تعتبر سجون البرازيل من بين الأخطر في العالم، حيث تنتشر الجريمة والعنف المنظم بشكل كبير، كما أن عدداً من سجون البلاد تسيطر عليها بشكل فعلي عصابات وتجار المخدرات.
يأتي هذا في ظل تقارير تؤكد بأن سجون البلاد تعاني من مشاكل حقيقة، أبرزها ظاهرة الاكتظاظ، إذ تم تشبيهها بسجون القرون الوسطى، بسبب قلة الطعام، وعدم توفر مساحات كافية للسجناء، حتى للاستلقاء.
في يناير/كانون الثاني 2017، قتل ما يقرب من 150 سجيناً عندما اشتبكت مجموعات الجريمة المنظمة مع بعضها البعض في عدة سجون في شمال وشمال شرق البرازيل.
وفي حادثة عنيفة مماثلة في ماناوس ، قُتل 57 سجيناً، قُطع بعضهم وأُلقيوا على جدران السجن.
في العام الماضي أيضاً، تم خنق أكثر من 50 سجيناً أو طعنهم حتى الموت حيث اشتبكت العصابات المتنافسة مع بعضها البعض في أربعة سجون منفصلة في ماناوس.
كورونا تفاقم الأزمة: تعتبر مدينة ماناوس، من بين أكثر المدن البرازيلية تأثراً بفيروس كورونا المستجد، وقد وصلت العدوى إلى داخل السجون، من بينها سجن ماناوس.
حسب تقرير لصحيفة، " فو أون نيوز" الأمريكية، فإن الجيش البرازيلي، أجرى بالتنسيق مع إدارة السجون في البلاد، عملية تطهير واسعة النطاق لإبطاء انتشار الفيروس التاجي في مجموعة من السجون، آخرها كان سجن جيريسينو في ريو دي جانيرو.
في تصريح سابق، قال متحدث باسم إدارة السجون في البرازيل، إن الجنود الذين يرتدون بدلات حماية كاملة الجسم وأقنعة الوجه قاموا بتنظيف المستوصف وزنازين عزل الفيروس التاجي والمناطق الإدارية وأقسام الزائرين من السجن.
وقال الكولونيل ريجو باروس، من القيادة الشرقية المشتركة للجيش، إن الإجراءات الاستباقية تم اتخاذها بعد رؤية الحالات التي أصيب فيها السجناء بفيروس COVID-19 في مجموعة من الولايات.
الخميس الماضي، قالت وزارة الصحة في البلاد إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد زاد بشكل قياسي حيث تم تسجيل 7218 حالة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع إجمالي الإصابات إلى 85380.
وأضافت الوزارة أن عدد الوفيات زاد 435 ليصل إجمالي الوفيات إلى 5901.